في ظل الاهتمام البالغ الذي يوليه سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله) ببناء الإنسان العراقي على أُسس تربوية وعقائدية سليمة، وتحت وطأة التسابق الفكري والتقني البادئ من سلك التعليم الأساس وصولاً إلى مراحل التعليم العليا، وفي كنف الإهمال الذي يعانيه يتامى العراق، وَجَّه سماحة المرجع مؤسسةَ الأنوار النجفية إلى إنشاء مدارس أكاديمية متخصصة لرعاية الأيتام لتكون الأولى من نوعها التي ترعى هذه الشريحة المظلومة من أبناء الشعب العراقي، كما وَجَّه سماحته إلى ضرورة  تأهيل المعلمين والمدرسين الذين سيتولون تربية هؤلاء الأيتام.
فتم افتتاح دورة تأهيلية لمعلمي مدارس دار الزهراء (عليها السلام)، والتي أشرف عليها عدد من الأساتذة الجامعيين الأكفاء والذين رَكَّزوا في محاضراتهم على جوانب مهمة وعديدة منها الجانب التربوي، والجانب النفسي، والجانب العقائدي، والذي كان مُغيّباً عن المناهج التربوية فترك أثراً كبيراً وواضحاً في تربية الطلبة.
هذا وأكَّد المحاضرون أن اليتيم حالة خاصة في المجتمع، ولذلك هو بحاجة إلى بناء خاص، وتوجيه خاص، وإعداد خاص؛ لذلك يجب أن يشارك الجميع لمساعدة هؤلاء الأيتام، ونكون في خدمة اليتيم والتعليم لبناء مجتمعنا ليكونوا في المستقبل عماداً لهذا البلد.
كما تم التأكيد على ضرورة استقطاب هذه الشريحة المغُيبة لاجل إبعادهم عن كل المشاكل والسلبيات التي تعتريهم في الشارع كون هذه الشريحة فاقدة لمن يرعاها، فكانت أبوّة المرجعية ورعايتها هي التعويض الأمثل لها.
ومن المنتظر أن تستقبل مدرستا (دار الزهراء (ع) للبنين، ودار الزهراء (ع) للبنات) هذا العام الدراسي (2008ـ2009) طلبتها، تحت منهاج دراسي متقدم يجعل المدرسة في مصاف المدارس النموذجية الأولى في القطر.
حيث أن الدورة التأهيلية الأولى لمُعلّمي المدرسة هي الحد الفاصل لإختيار مُعلّمين أكفاء قادرين على تقديم منهاج تَعليمي مُتميز ومُتطور لتلاميذهم، وذلك وفق لجنة علمية عليا من قبل كبار أساتذة الجامعات في القطر.
ومن الجدير ذكره أن مؤسسة الأنوار النجفية هي المباشر الأول لإدارة هذه المدارس كخطوة ثانية في مشاريعها الإنمائية في القطر، وذلك بعد أن أعدت مشاريع اهتمت بالأيتام والفقراء من جانب وبالمهجرين الذين عانوا من إرهاب التكفيريين وأيتام البعث الفاشي من جانب آخر، كما ورَعَت المؤسسة ـ في مشوارها المبارك بتوجيه ورعاية خاصة من لدن سماحة المرجع (دام ظله) ـ المواكبَ الحسينية التي قدمت الخدمة للملايين من زوار العتبات المقدسة وفي مختلف المناسبات الإسلامية.
هذا وكانت لمؤسسة الأنوار النجفية وقفة جليلة في إنشاء معهد لتعليم (الحاسوب) وعلومه وتعليم (اللغة الانجليزية) لكلا الجنسين، وبصورة مجانية.