مدارس دار الزهراء (ع) الخيرية التي ترعى على وجه الخصوص الأيتام بعدما شهد العراق تزايداً واضحاً في أعدادهم جراء العمليات الإرهابية التي تبنتها الجماعات الوهابية و فلول البعث المقيت ومقابل هذه الزيادة الكبيرة وقفت الحكومة موقف المتفرج على معاناتهم والمتخاذل لنصرتهم فكانت هذه المدرسة انطلاقة نحو نهوض مشروع كبير لبناء هذه الشريحة على جميع الأصعدة, بعدما وجه سماحة المرجع الديني (دام ظله) كوادر مؤسسة الأنوار النجفية لإنشاء مدارس تستمر من الابتدائية حتى الثانوية ومن ثم الدراسة الجامعية وإعداد برامج نفسية وصحية وتربوية هدفها الاندماج بالمجتمع بالشكل الصحيح وكفالتهم ماديا ونفسيا, واليوم نعيش خطوة جديدة من الخطوات الناجحة لهذه المدرسة والتي فاقت بها المدارس الحكومية والأهلية من حيث نسب ومعدلات النجاح, مؤسسة الأنوار النجفية تسلط الضوء على النتائج الدراسية للمدارس خلال العام الدراسي (2010-2011)
حققت مدارس دار الزهراء (ع) الخيرية للأيتام إحدى أقسام مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية نجاحاً كبيراً على صعيد أعداد التلاميذ الناجحين ومعدلات الناجح فقد بين تقرير صادر من إدارة المدرسة أن العام الدراسي الماضي (2010-2011) قد شهد نجاح شبه تام عدا طالبين في الصف الأول الابتدائي بسبب الإهمال الكبير من قبل التلميذين للدراسة وعدم متابعتهما من قبل ذويهما بشكل جيد مضيفاً التقرير أن كادر المدرسة قد أقام دروساً إضافية للتلميذين بغية النهوض بمستواهما منذ الفصل الأول علاوة إلى التركيز عليهما خلال الدروس اليومية.
وأظهرت النتائج أن هناك نسباً كبيرة من التلاميذ قد حققوا درجة كاملة أو شبهة كاملة فاقت النصف وعلى جميع المراحل الأربع – اللغة الانجليزية والحاسوب – مادة أساسية في نظام المدارس وتدرس ابتداء من الصف الأول الابتدائي.
والمخطط أدناه يبين أعداد التلاميذ الذين تراوحت درجاتهم بين (90-100)%, حيث يبين أن غالبيتهم قد نجح بتفوق كبير مقارنة بالمدارس الحكومية والسبب في ذلك الاهتمام الكبير من قبل مكتب سماحة المرجع (دام ظله) والمتمثل بسماحة الشيخ علي النجفي والعاملين في مؤسسة الأنوار والكادر التعليمي والإداري في المدرسة من أجل الوصول إلى دراسة نموذجية.
وبين التقرير أن إدارة المدرسة قد استقبلت خلال عامها الماضي العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية سواء كانت من داخل العراق أو من خارجه للاطلاع على هذه التجربة التي تعد من التجارب الفريدة في البلاد والتي تجاوزت واقع عدد من المدارس الأهلية فضلا عن الحكومية.
إضافة إلى الزيارات المتواصلة للجهات المشرفة التي تمثل مديرية تربية المحافظة للمدرسة، فقد بلغت زيارة المشرف التربوي (22) مرة لكلا المدرستين خلال العام الدراسي الأخير ومتابعة العمل فضلاً عن زيارة المدارس من قبل عدد من المشرفين الاختصاص كـ(اللغة الانجليزية، والرياضيات، والمادة الأسرية، ومادة التربية الفنية، والأشغال اليدوية).
هذه النتائج الكبيرة التي تحققت في هذه المدارس كانت بفعل الجهود الكبيرة التي تبذل في المؤسسة لمواكبة التطور وإعداد كوادر تعليمية قادرة لبناء هذه البراعم وإعادة صقلها من جديد بعدما تعرضوا للإهمال من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن رعاية أيتام العراق التي تقدر بالملايين.
إدارة المدرسة بينت أن هناك تنسيقاً مع المديرية العامة للتربية لإلحاق الكادر التعليمي في المدرستين للالتحاق بالدورات الصيفية التي يقيمها قسم الإعداد والتدريب في المديرية.
وإكمالاً لمشاريع المؤسسة في كفالة الأيتام وتعليمهم بمدارس دار الزهراء(ع) الخيرية تحرص المؤسسة على توفير مدارس نموذجية كبيرة تحتوي على أقسام منوعة وصفوف تقترب بمواصفاتها من الصفوف في الدول المتقدمة في مجال التعليم وهذه المدرسة التي ستكون متكاملة وعلى مستوياتها التعليمية الثلاث الابتدائية والثانوية تتألف من أربع بنايات ابتدائية للبنين وأخرى للبنات وثانوية أيضاً للبنين والبنات مع قاعة مسرح، تتسع كل مدرسة لأكثر من (450) يتيم ففي النجف الأشرف يوجد (70,000) يتيم في المدارس الحكومية ونسعى لاحتضان بعضهم, سيضم - هذا المجمع - على دار خاص لإيواء الأيتام الذين فقدوا ذويهم أو أبويهم وباعتبار أنه ليس هناك ملاجئ كبيرة تستوعب الأعداد الكبيرة لهؤلاء الأيتام وتحفظهم من مخاطر الشارع وتزيل عنهم صعوبة الحياة ويتكفل هذا الدار- وفقاً لرؤى المؤسسة - برعايتهم على جميع الأصعدة المادية والنفسية والصحية والتعليمية وتهيئتهم للاندماج في المجتمع عند وصولهم لسن التكليف القانوني.