بعد أن غادروا بلدانهم الإسلامية، وأصبحوا بعيدين بعض الشيء عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومفرداته، بدأت مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية الاهتمام بهذه الشريحة الكبيرة، ـ من المجتمع المسلم المغترب أو البعيد عن بلاد المسلمين ـ وكذلك باقي المجتمعات العربية، سيما دول الخليج العربي، وربطهم بعلمائهم وبدينهم ومبادئهم، وإبعادهم عن من يريد إيصال ما هو مزيف لهم، من قبل المظلين أو أعداء الإسلام.
مطلقة ـ مؤسسة الأنوار النجفية ـ دورتها التثقيفية الصيفية الأولى (الخاصة بالمغتربين)، وكذلك أبناء دول الخليج العربي، والتي تسلم الطلبة فيها من علوم النجف الاشرف، ليكونوا قريبين من منبع العلم الأصيل ومصادره، فقامت المؤسسة بإعداد منهج دراسي متكامل، وضع على يد أكفأ الأساتذة، يجمع جميع المفردات المهمة في: (الفقه، والعقائد، والسيرة، والأخلاق)، مهتمةً أيضاً بمسألة اللغة أثناء اللقاء المحاضرات، كون معظم الطلبة لا يجيدون اللغة العربية بصورة جيدة، فكان الأساتذة يلقون دروسهم باللغتين العربية والإنكليزية، والفرنسية... وغيرها، لتذليل العقبات.
كما ووضعت المؤسسة برنامج سياحي ديني وطني يُعرفهم على تأريخ العراق ومكانته المتقدمة فيما بين حضارات العالم، كما وهناك منهاجاً لزيارة المراقد والعتبات المقدسة، ومراجع الدين العظام، وأساتذة الحوزة.
من جانبها قامت المؤسسة بتوفير جميع المستلزمات الكفيلة بإنجاح تلك الدورة، وذلك بتوفير السكن الملائم لهم، ومكان الدرس بالإضافة إلى مستلزمات أخرى كالنقل والاتصالات.. وغيرها من الخدمات.
من الجدير بالذكر أن الطلبة القادمين للدورة هم من دول مختلفة أبرزها: (جمهورية فرنسا، والمملكة المتحدة، وبعض من أبناء دول الخليج العربي)، هذا وتعد هذه الدورة التجريبية الأولى للمؤسسة للانطلاق نحو دورات أكثر توسعاً، يذكر أنها تُعد الأولى من نوعها في العراق، سيما أن فيها برنامج روحي عبادي سياحي يميزها عن غيرها المشاريع المماثلة.