كعادتها في كل أربعينية لأبي عبد الله الحسين (ع)، ودعماً للشعيرة الحسينية والتشجيع على أحيائها، قامت مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية وبتوجيه ورعاية من سماحة المرجع (دام ظله) بالاستعداد مبكراً لدعم المواكب الحسينية وذلك لتقديم أفضل الخدمات لعشاق أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) والذين يقطعون مئات الكيلو مترات في مدى عدة أيام وبعضهم ممن يأتي من خارج العراق.
لذلك أعدت المؤسسة خطة عمل متكاملة وتم توزيع الأدوار والمهام بين كوادر المؤسسة لغرض تقديم الدعم الكامل للزيارة الأربعينية وذلك من خلال تقديم مختلف الخدمات المادية والطبية والثقافية والإعلامية لإرشاد الزائرين لما هو مهم لتأدية الزيارة بالشكل المطلوب بما يرضي آل بيت النبوة الأطهار (عليهم السلام).
فبعد دراسة متطلبات المواكب الحسينية وما ستقدمه للزائرين هذا العام ومعرفة الاحتياجات الضرورية لها، تم تحديد أولويات العمل، فقام قسم الشعائر الحسينية بتحديد المواد التي سيتم توزيعها وتم اختيار البطانيات وذلك بعد ملاحظة انخفاض درجات الحرارة في أيام مسير الزائرين والكميات الموجودة في المواكب لا تغطي أعداد الزائرين وعدم قدرة الزائرين على حمل مثل هذه المواد وهم يسيرون كل هذه المسافة الطويلة، لذلك قام القسم بتجهيز أعداد كبيرة من البطانيات لغرض توزيعها على المواكب الحسينية، كما قام القسم بتحديد عدد من المواد الغذائية لتوزيعها على المواكب.
وقام قسم الخدمات الطبية بتجهيز كميات كبيرة من الأدوية المختلفة وأجهزة فحص ضغط الدم والسكري لغرض توزيعها على المفارز الطبية المنتشرة على طول الطريق لمعالجة الحالات الخاصة والمستعجلة، يذكر أن المؤسسة وقبل هذا الموسم بفترة طويلة أعدت دورات ترقية طبية لمثل هكذا ظروف مختصة بتطوير كفاءات الأطباء والممرضين، وعلى أيدي كوادر متطورة من خارج القطر.
كما وشرعت المؤسسة وبالتنسيق مع شركة الاتصالات (أمنية) بتوفير خطوط اتصال في نقاط محددة وتأمين خطوط الاتصال بشكل سلس ومجاني وعلى طول الطريق الرابط بين محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وفي بعض مناطق جنوب النجف الأشرف.
وتم توسيع برنامج إرشاد التائهين الذي شمل المناطق المذكورة، فتم بفضل الله مساعدة قرابة الـ(600ـ1000) شخص يومياً للوصول إلى ذويهم، وتم ذلك بالتعاون مع كل من: العتبة العباسية المقدسة، ووزارة الداخلية مكتب السيد الوزير، ومديرية اتصالات النجف الأشرف، والسيطرات المركزية، وقيادة شرطة محافظة النجف الأشرف.
هذا وقام القسم الثقافة والإعلام في المؤسسة بإعداد عدد من المطبوعات لتعريف الزائر بفضائل الزيارة وطرق إحيائها، فعمل القسم على إعداد كتاب الشعائر الحسينية بحلة جديدة حمل بين طياته مختلف المسائل الشرعية التي تهم الزائر مضافاً إليها توجيهات وإرشادات وكلمات سماحة المرجع (دام ظله)، كما أصدر القسم (بروشور) خاص للزيارة الأربعينية شمل الزيارة الخاصة للإمام الحسين (عليه السلام) وتوجيهات سماحة المرجع (دام ظله) للزائرين وكذلك جملة من الأقراص الليزرية وغيرها من الملصقات والصحف ليصل عدد النسخ في جميع ما أنف ذكره إلى (219.000 ألف نسخة).
وبعد إتمام الاستعدادات بالشكل المطلوب توجه وفد من مكتب سماحة المرجع (دام ظله) يرأسه نجله سماحة الشيخ علي النجفي وعدد من رجال الدين ومنتسبي المكتب، لتفقد الزائرين والمواكب الحسينية وتقديم المساعدات المادية والمعنوية والتثقيفية لهم، فكانت الانطلاقة من مدينة العمارة في 7 من شهر صفر، وقام الوفد بالسير مع الزائرين لتفقد أحوالهم وتشجيعهم وتعريفهم بفضائل هذا المسير وفضائل زيارة الحسين (عليه السلام) في هذه المناسبة.
كما قام الوفد بتوزيع المساعدات على المواكب الحسينية والذين قدّم أصحابها شكرهم للمرجعية المباركة في النجف الأشرف ولوفد مكتب سماحة المرجع (دام ظله) لدعمهم اللامحدود للمواكب وللزائرين، كما ألقى سماحة الشيخ علي النجفي عدة كلمات توجيهية للزائرين حثهم فيها على استلهام العبر والدروس من معركة ألطف والطريقة التي ضحى بها الحسين (عليه السلام) بنفسه وعياله من أجل الإسلام المحمدي الأصيل، داعياً الزائرين إلى التمسك بنهج آل بيت النبوة الأطهار وعدم الاستماع إلى الأصوات الناشزة التي تدعو إلى إلغاء بعض الشعائر ومحاربتها.
ثم توجه الوفد لمناطق أخرى كالناصرية وعدد من الأقضية التابعة لها ومدينة السماوة وأقضيه الوركاء والرميثة ومدينة الديوانية وقضاء القاسم ومدينة الحلة مروراً بأقضية الحيدرية والكفل وصولاً إلى كربلاء المقدسة للاطلاع على الخدمات المقدمة للزائرين وحث أصحاب المواكب على تقديم الأفضل والمشاركة في المسيرة المليونية المتجهة إلى قبلة الأحرار.
وفي يوم العشرين من شهر صفر توجه الوفد نحو كربلاء للمشاركة في الزيارة والتأكيد على انتهاء مراسيمها بشكل ناجح وقد التقى الوفد بالقائمين على خدمة الروضتين الحسينية والعباسية مثمناً الجهود المبذولة لإنجاح هذه الزيارة. وختاماً حث مكتب سماحة المرجع جميع أجهزة الدولة على المشاركة في مساعدة الزوار من أجل العودة إلى مدنهم من كربلاء المقدسة.