في أجواء رمضانية تغمرها الروحانيَّة
والخشوع، وضمن نهجٍ يقتفي أثر أهل البيت (عليهم السلام) في خدمة الدين والمجتمع،
واصل قسم الشعائر الحسينيَّة في مؤسسة الأنوار النَّجفيَّة للثقافة والتنمية،
نشاطه المكثف طيلة شهر رمضان المبارك، عبر مجموعة من البرامج الدينيَّة
والإنسانية، شملت إحياء المناسبات الإسلاميَّة، وتنظيم مآدب الإفطار، وتوزيع
السلال الغذائيَّة على العوائل المتعففة.
مآدب إفطار كبرى واهتمام بالمناسبات
الدينيَّة
في ذكرى وفاة شيخ البطحاء أبي طالب
(عليه السلام)، أقام القسم مجلس عزاء خاصاً استُهل بكلماتٍ استذكرت موقفه العظيم
في نصرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، واختتم بتوزيع وجبات إفطار شملت أكثر
من (1500)
صائم من الزائرين والفقراء، في مشهد جسّد المعاني الإنسانية للتكافل والتراحم.
وفي ذكرى رحيل السيدة خديجة الكبرى
(عليها السلام)، نُظّم مجلسٌ نسويٌّ حضره جمعٌ من المؤمنات، وتخلله توزيع أكثر من
(1500)
وجبة إفطار، في أجواء إيمانية تفيض بالمحبة والولاء لسيدة الإسلام الأولى.
أما في ليلة النصف من شهر رمضان، فقد
عمّت الأجواء الاحتفالية محافظة النَّجف الأشرف بمناسبة ولادة كريم أهل البيت
الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، حيث نظم القسم موكب فرحٍ تخلَّله توزيع
الحلوى والعصائر، بالإضافة إلى تقديم أكثر من (3000) وجبة إفطار جماعي في
مختلف مناطق المدينة.
وفي ليالي استشهاد أمير المؤمنين (عليه
السلام)، خصص القسم ثلاث ليالٍ متتالية لإحياء المناسبة الأليمة، شملت تلاوة
المقتل الشريف ومجالس العزاء، فيما قُدمت خلالها ما يزيد عن (7000)
وجبة إفطار يومياً، فضلاً عن استمرار توزيع وجبات الإفطار بشكل يومي طيلة الشهر
الكريم، مع توفير مئات السلال الغذائيَّة للعوائل المحتاجة في مناطق متعددة.
التكافل الاجتماعيّ والبعد الروحيّ
من جانبه، أكّد سماحة الشيخ علي
النَّجفيّ (دام تأييده)، الأمين العام لمؤسسة الأنوار النَّجفيَّة للثقافة
والتنمية، أهمية هذا النوع من النشاطات، قائلاً:
"شهر رمضان المبارك هو موسمٌ
للروح والجسد، نعمل خلاله على دمج البُعد الروحي بالخدمة المجتمعيَّة، لترسيخ روح
التكافل والمحبّة بين أفراد المجتمع، مستلهمين من السيرة العطرة لآل البيت (عليهم
السلام) معاني العطاء والتقوى والتعاون".
استعدادٌ يوميٌّ وجهودٌ تطوعيَّةٌ
كبيرة
في السياق ذاته، بيّن الحاج حيدر ناجي،
مسؤول قسم الشعائر الحسينيَّة، أنَّ القسم أعدّ خطةً متكاملةً لإحياء الشهر
الفضيل، مشيراً إلى الدور الكبير للفريق التطوعي الذي يعمل بلا كلل على مدار
اليوم. وأضاف: "نبدأ التحضيرات اليوميَّة مباشرةً بعد صلاة العصر، لتكون مآدب
الإفطار جاهزة قبيل أذان المغرب، ونحرص على تنويع الوجبات وتوفيرها في أكثر من
موقع خدمةً للصائمين والزائرين."
تغطية إعلاميَّة موسعة وتوثيق للأنشطة
وفي الجانب الإعلاميّ، أوضح محمد
الشرع- مسؤول إعلام المؤسسة- أنَّ التوثيق الإعلامي كان جزءاً أساسياً من العمل
الرمضاني، مشيراً إلى إنتاج تقارير مرئيَّةٍ ومصوَّرةٍ نُشرت عبر منصات المؤسسة
الرسمية. وعلّق قائلاً: "نسعى إلى إيصال رسالة القسم وجهوده إلى أوسع شريحةٍ
من الجمهور، وإبراز نموذج الخدمة الدينيَّة الفاعلة، ليكون هذا النشاط حافزًا
لبقية المؤسسات العاملة في المجال نفسه داخل النَّجف الأشرف وخارجها."
روح الشعائر حاضرةٌ في كل زمان
بهذا، يُثبت قسم الشعائر الحسينيَّة في
مؤسسة الأنوار النَّجفيَّة، عاماً بعد عام، أنه رقم فاعلٌ ومؤثرٌ في ميدان الخدمة
الدينيَّة والاجتماعيَّة، وأن صوت الشعائر لا يقتصر على شهري محرم وصفر، بل يمتد
في حضوره وفعله ليشمل كلَّ زمان، ويعلو في ليالي شهر الله العظيم، حيث تتجلّى قيم
الإيمان والبذل والخدمة في أبهى صورها.