بناء على التوجيهات المباركة من قبل المرجعية الدينية في نشر الفكر الإسلامي بأسلوب عصري وإعلامي رصين وهادف أصدر القسم الإعلامي في مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية العدد الأول من مجلة أضواء التي خصصت عددها الأول بمناسبة ولادة حجة الله في الأرض القائم المنتظر (ع) حيث تزامن الإصدار مع النصف من شعبان.
المجلة التي اتسمت بأسلوبها التخصصي والموضوعي، حيث درست الموضوع من عدة جوانب من أجل لإحاطة به جميع أبعاده، عددها الأول شمل عدة مواضيع ابتدأت مع احتفالات العالم بالنصف من شعبان خلال العالم السابق, أما الافتتاحية فقد تناولت فكرة المجلة فجاءت بها (إن أهم مشكلة يعانيها المثقف المعاصر هي انقطاعه عن العلوم الآلية مثل علوم المنطق واللغة والفلسفة الصحيحة، فإن انعدام هذه الآليات تجعل المثقف متلقياً لا يدري ما يفعل تجاه مغالطات وفلسفات تمس المعرفة وقيمتها، من دون أن يعرف مكمن الخطأ فيها، ومن أين بدأ التزوير للحقائق؟ وقد امتلأت الدنيا الآن بشتى أنواع المغالطات العلمية حتى عدنا إلى عصر المغالطات التي ركزها الحكم العثماني بشكل دقيق في المجتمع الإسلامي، بعد أن استلمها من الحكم العباسي وقبله الأموي، وكانت سبباً كبيراً في تأخر المسلمين عن غيرهم من الأمم لأنهم يواجهون الحقائق بعقلية لا تريد الوصول إلى الحقيقة).
فقد حوت المجلة لقاء مع سماحة المرجع (دام ظله) حيث تناول موضوع الحاجة إلى الإمام في عصر الغيبة وفلسفته وأهميته وواقعيته والرد على الشبهات التي وضعتها الحركة الوهابية لإفساد الفكر الإسلامي ومما جاء في أجوبة سماحة المرجع (البشر بحاجة إلى نظام، لأن كل فرد يملك الرغبات الغريزية وحب التسلط وحب الاستغلال والاستقلال، وفي نفس الوقت يؤدي ذلك مع عدم نظام حاسم إلى التجاذب والتدافع ويصبح المجتمع من دون نظام. يفترس فيه القوي الضعيف فالإنسان بحاجة إلى نظام يمنع الغاشم عن الظلم ويدافع عن المظلوم ويساعد العفيف ويمنع القوي من السطو على من سواه، والنظم التي يضعها البشر كما قلنا ما هي إلا ردة فعل على المفاسد التي يعيشها البشر فليست هي نابعة من المدبر والموجد لنفس البشر فنفتقر إلى قانون الهي، والإمام هو الذي يتلقاه من الله، ويطبقه مع المحافظة عليه وعلى المجتمع، ومن هنا قيل إن نسبة الإمام إلى النظام الاجتماعي نسبة القطب من الرحى فلا يستقيم من دونه وهذا الذي نشاهده ونلمسه في كل خطوة من حياتنا اليومية على جميع الأصعدة)
بعد ذلك مقالة للعلامة المحقق الشيخ خالد البغدادي بعنوان متاهات المشكِّكين (أحمد الكاتب إنموذجاً) حيث بين الكاتب في مقدمة البحث (تابعتُ الحوار الذي جرى على شبكة هجر الثقافية (في الانترنت) بين عبد الرسول لاري، المعروف بـ(أحمد الكاتب)، وبين مجموعة من المحاورين من أتباع أهل البيت (ع)، والذي نشر فيما بعد في كتاب تحت عنوان: (متاهات في مدينة الضباب)، مبيناً مدى فراغ المشككين المأجورين وكيف أنهم لا يملكون أي باع في الحوار العلمي سوى زوبعتهم الإعلامية الفارغة.
فالملفت للنظر أنَّ المحاور ـ أحمد الكاتب ـ كان لا يهمّه أن يعرف الحقيقة في الموضوع الذي يحاور فيه، موضوع الإمام المهدي (ع)، وولادته ووجوده، وإنّما كان جلّ همّه واهتماماته هو إلقاء الشبهات فقط، فإننا وجدناه في أكثر من مورد ومورد عندما يفحمه الأخوة المحاورون بأجوبة وافية شافية في الموضوع الذي كان يتحدث فيه يهرب من الحوار إلى فتح موضوع آخر يلقي من خلاله الشبهات، وهكذا).
وفي لقاء مع سماحة العلامة السيد محمد علي الحلو أكد فيه أن استمرارية المشروع الشيعي وبقاءه حياً كان من خلال التواصل مع الفقهاء, إضافة إلى تناوله عدة محاور ومما أجاب به سماحة الحلو (إن العقل يقتضي على أساس قاعدة اللطف استمرارية الأخذ بذي الكمال وسلوك الطريق الموصل إلى الرضا الإلهي، وهذا لا يتم إلا بالمبلغ الذي هو المعصوم المتلقي أوامره من الله تعالى, وعند غيبته لا بد من استمرار قاعدة اللطف ووجودها وذلك من خلال الوسائل بين المكلفين وبين المعصوم الذي يصعب الوصول إليه لظرفه الاستثنائي وهو الغيبة).
أما الدليل النقلي فعندنا روايات تشير إلى الوكالات الخاصة وأوامر التنصيب للوكلاء الأربعة من قبل الإمام ـ وهذا لا شك فيه ـ وكل هذه النصوص صادرة عن الإمام (ع) بما يوجب الاطمئنان حيث إن الدلائل تشير إلى أن الكتب والتوقيعات الصادرة عن الإمام كانت بخط واحد لدى أربعة نواب ولم يتغير الخط ولا المضمون مما ولد قطعاً واطمئناناً بأن الصادر هو من جهة واحدة مع تعدد النصوص, وهذه الجهة هي الناحية المقدسة يعني الإمام الحجة (ع)).
بعد ذلك مقالة للدكتور عمار نصار بعنوان (عقيدة المهدي وتوظيفها السياسي في العصور الإسلامية الأولى) ومقالة للدكتور محمود البستاني بعنوان (ومضات روحانية من دعاء العهد),واستطلاع أعده عالي الوائلي بعنوان دور الشباب في تهيئة المجتمع لعصر الظهور.
وشارك مركز الأبحاث العقائدية في إعداد هذا العدد من خلال تحقيقه الخاص لها الذي عنوانه (علائم الظهور، ومسألة البداء) وللمهندس جعفر عبد الرزاق موضوع كان بعنوان( قراءة في أطروحة الدكتور عبد الوهاب الحكيم في إمكانية طول عمر الإنسان في العلم الحديث), وبمتابعة علي السماري موضوع يوضح مقولة للدكتور ديمتري كارتاشف: إني أفدي الروح للإمام المهدي (عجّ)), ولمهدي الفحام كان تحقيقاً بعنوان العقيدة المهدوية كما يراها المستبصرون.
يليها موضوع بعنوان (مراجع الدين العظام والرد على مدعي الوكالات الخاصة) ثم موضوع الشيخ مشتاق الزيدي (السفارة، والوكالة، والنيابة) للإمام المهدي (عج), ليفتح رئيس التحرير نصير الحسناوي ملف خاص برؤى سماحة المرجع النجفي (دام ظله) في العقيدة المهدوية والتي شملت عدة موضوعات منها (المهدي (عج) ونبي الله عيسى (ع) وحدة هدف, و مفهوم الانتظار (سلباً وإيجاباً), وديناميكية الانتظار (فكر، رؤيا، موقف), والترقب لعلائم ظهور الإمام (عج), والتوقيعات المقدسة (تحديات وظروف), في رحاب دُعاء الندبة, سُبل الارتباط بالإمام الحجة (عج), و التعامل السندي مع روايات الظهور, والظلم والجور (العكس والاطراد في الفهم), وقادة دولة الإمام الكبرى, ومن مسيرة الحجة المنتظر (عج), وماذا علينا، لكي لا نقع في التيه, وقراءة في كتاب (ولادة الإمام المهدي(عج)), وقبس من إرشادات سماحة المرجع (دام ظله), وأخيراً كانت هناك وقفة مع استفتاءات سماحة المرجع في هذا الخصوص).
كما التقت المجلة بمدير مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عج) سماحة السيد محمد القبانجي تناولت العديد من الموضوعات منها: الأبعاد من الحركات المهدوية الزائفة, وموقف أهل السنة أصل الفكرة المهدوية والإمام المنتظر (عج), وانه (ع) يعد نقطة الالتقاء بين المذاهب الإسلامية) ومثلما كان للشاب والرجل مكانة في مجلة أضواء كان للمرأة مكانة في استطلاع خادمة الزهراء أم محمد والذي حمل عنوان (الأدوار التي تقع على المرأة في عصر الغيبة), ثم مقالة لعادل الخفاجي بعنوان ((حقيقة ولادة الإمام المنتظر (عج) واثبات وجوده)), ثم تقرير عن مقام المهدي (عج) في وادي السلام والمسمى من قبل الإمام الصادق سلام الله عليه بـ(منبر القائم), وللأدب والشعر حصة في مجلة أضواء من خلال اللقاء الذي أجراه علي الوائلي مع الشاعر جعفر الشرقي الذي كان عنوانه رسالة الشعر المهدوي في الأدب العربي والعالمي, بعد ذلك توقفت المجلة مع قصيدة للدكتور عبد الهادي الحكيم عضو مجلس النواب العراقي بعنوان ترتيلة في ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج), بعد ذلك خاطرة لمستبصرة من دولة الجزائر(شاوية البربرية) بعنوان تحرير القدس, ((منقذ البشرية المهدي المنتظر(عج) في الملل والأديان الأخرى)) مقالة أعدها علي نزيه, واعد حازم الباوي كلمات متقاطعة في هذا المجال, أما مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عج) فقد اعد لأضواء تحقيقا بعنوان شخوص في الحركة المهدوية, أما علي السامري فقد خصص للمجلة لوحة تحاكي وضع الشعوب المعاصرة والحاجة للظهور والترقب.
