شخصية علي بن أبي طالب(ع) الإمام والإمامة والقيادة السياسية والدينية ودوره الإنساني والأدبي والعلمي في إثراء الفكر الإنساني والعربي والإسلامي
صدر عن مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية العدد الثاني من مجلتها الثقافية التخصصية والتي تناولت في بحوثها ودراساتها لهذا العدد شخصية علي بن أبي طالب (ع) الإمام والإمامة والقيادة السياسية والدينية ودوره الإنساني والأدبي والعلمي في إثراء الفكر الإنساني والعربي والإسلامي وخلوده على الرغم من مرور أكثر من أربعة عشر قرن على استشهاده.
ابتدأت بافتتاحية رئيس التحرير والتي خصصت لبيان معنى مفهوم (نقطة) ودلالاته وفلسفتها وأسباب اختيارها عنواناً لمجلة المؤسسة بعدها تناولت هيأة التحرير شخصية الإمام (ع) في بحث شيق عنوانه (الإمام علي (ع) بناء الشخصية ولوازم البناء)، علاقة التاريخ بالإمام علي (عليه السلام) كان محور اللقاء مع العلامة الشيخ باقر شريف القرشي الذي بيّن أن بعض المؤرخين المعاصرين قد أغمضوا عيونهم عن حقائق هذه الشخصية التي قدمت للبشرية وثيقة تضمن لهم السعادة والنظام والاستقرار, بعدها قدم العلامة الشيخ علي حسن الشويلية بحث حول أخلاق الإمام علي (ع) في الحرب (معركة بدر أنموذجاً) حيث بيّن بأسلوب أدبي شيق وعلمي مواقف في المعركة تدل على أخلاقه المستمدة من الرسول (ص), ومن ثم كان هناك استطلاع حول تأثير شخصية أمير المؤمنين (ع) في بناء شخصية الفرد والمجتمع حيث كانت هناك محطات منوعة وآراء التقت في نقطة واحدة والذي يمثل المثل الأعلى للمجتمع الإسلامي, ومن علم الاجتماع ودور الإمام (ع) في صقله وتهذيبه للمجتمع إلى علم الاقتصاد ودوره (ع) في تنميته وتصحيحه بعدما حرفت في حقب زمنية أخرى تلت وفاة الرسول (ص) البحث كان بعنوان: "نظام المؤسسة المالية في الإسلام حكومة الإمام علي أنموذجاً" للكاتب وسام الحجاج بعدها استوقفنا الدكتور العلامة محمد بحر العلوم في بحث اقتصادي مهم بعنوان: "نظرية العمل والعمال عند أمير المؤمنين(ع)) حيث تطرق إلى النظرية التي أرسها في عهده (ع) لمالك الأشتر عندما ولاه مصر تلاه الملف القضائي والقانوني بشيء من التاريخ الممزوج بالحداثة وقضايا من الواقع العراقي المعاصر، فكان اللقاء بالمحامي مهدي كربول لإيضاح معالم النظام القضائي في حكومة الإمام (ع), ومن القضاء إلى فن الإدارة وتأسيس المؤسسات وإدارة الدولة كان للمجلة وقفة مع الأستاذ الدكتور خضير كاظم الفريجات من الجامعة الهاشمية في الأردن والذي خصنا بقراءة لكتابه السياسة الإدارية في فكر الإمام علي بن أبي طالب (ع) بين الأصالة والتجديد والذي بيّن المعايير الذي تبناها الإمام (ع) في تلك الفترة لإدارة مؤسساته وعلاقتها بالنظام الحديث لإدارة المؤسسات والتي تؤكدها مؤسسات أو شخصيات معاصرة متخصصة بهذا المجال في العالم، مستعرضاً أحدث نظريات علم الإدارة الحديث وكيف إن الإمام علي (ع) قد سبق بوصفه العديد من الحلول لمشاكل العالم الإنساني في صدد علم الإدارة شخصيات إدارية يعتمد عليها علم الإدارة اليوم.
ولبيان علم الإمام علي (ع) ودوره في تفسير القران الكريم وتدوينه وما قيل في حقه كانت للمجلة وقفه مع الأستاذ الدكتور ستار الاعرجي ومن ثم وضع الخطيب الحسيني والباحث الشيخ زمان الحسناوي الإمام علي(ع) والصحابة على كفتي الميزان لبيان أيهما كان له الدور الأهم في القيادة وحفظ الإسلام وترسيخ القيم والمبادئ السماوية, بعد ميزان المقارنة كان لنا محطات حيث التقينا بعدد من الشخصيات الفكرية والثقافية لنتناول معها مفهوم (لو طبقت وصية رسول الله (ص) بحق الإمام علي (ع) وأصبح علينا خليفة.. فكيف هي الحياة ستكون؟)), وعلى طاولة النقاش وضعت مفاهيم الرسالة, والإمامة, والولاية لبيان موقعها على خارطة النسب الأربعة المنطقية والعلاقة فيما بينها, ثم توقفت المجلة مع استفتاءات وردود عقائدية لمراجع الدين (دام ظلهم الوارف), لنتوقف بعدها مع قبسات علوية في مفهوم التوحيد الإلهي للدكتور الراحل محمود البستاني, وفي بحث مميز مع الدكتور محمد سعيد الأمجد في دراسته في نموذج نهج البلاغة لأسلمة الدراسات المستقبلية, أستعرض الدكتور قراءته المستقبلية وإمكانية تأسيس علم جديد لقراءة المستقبل وبالتالي الوقوف عند مشاكل متوقعة للتصدي لها على أطار الفكر والمجتمع وغيرها من المراحل الممكنة، وكل ذلك من خلال نهج البلاغة للإمام علي (ع)، بعدها بينت المستبصرة امتثال الحبش من سوريا رحلتها في التحول للأمامية في قريتها بدير الزور وكيف أنها كانت آخر أفراد عائلتها في هذا الاعتناق, لتنشر بعدها المجلة مقالة للشاب حسن النجار حول موقف الإمام (ع) من فئة الشباب مع ملاحظة أن المجلة تفتح أبوابها للشباب للكتابة في صفحاتها وسترعى طاقاتهم الفكرية بالشكل الذي يخدم خط أهل البيت (عليهم السلام).
الدكتور حسن الخاقاني درس البعد الأدبي في شخصية الإمام علي(ع) حيث ناقش في أوراقه توفر مفاهيم الأديب المعاصر في شخصية أمير المؤمنين (ع), ومن ثم توقفنا مع اليمنيين في احتفالهم بعيد الغدير الأغر بعده كان هناك توقف مع تواتر حديث ولادة الإمام علي (ع) في الكعبة وكيف أن معاوية بن أبي سفيان حاول تجريد هذه الخصيصة التي خصها الله لمولانا الإمام (ع) فوضعها لحكيم بن حزام وكيف أن الكتاب والمؤرخين فندوا هذه الشبهة التي وضعتها أمية, وحقيقة أن مشروع بني أمية في معاداته لأهل البيت (عليهم السلام) لم يتوقف بزمن معين فهم يخرجون في كل زمان بإشكال وأنظمة متغيرة بتغير الأوضاع السياسية وكان من مخلفات حكومة أمية ومنهجها المعادي للحق هو ابن تيمية وفي تحقيق حمل عنوان "ابن تيمية على لسان علماء السنة والجماعة" بيّن فيه مواقف كبار علماء المذاهب السنية من بدع ابن تيمية آراءه مع دراسة تحليلية لهذه الكلمات طرح بعضها وحللها الأستاذ عادل كاظم عبد الله, كما وتوقفت مجلة (نقطة) مع المسيحيين واليهود الذين قد توقفوا عند أمير المؤمنين (ع) فلم يجدوا إلا أن يبهرهم مشروعه وكلماته وتأملاته وبعدها بحثت المجلة رؤية الإمام (ع) من المرأة وإزالة الشبهات التي وضعها أعداءه عليه في كلماته من جانب ومن جانب آخر مقارنة مواقفه مع مواقف كبار مفكري العالم والمشاهير لبيان الجهة التي أنصفت المرأة بحق.
أيضاً من المواضيع التي تناولتها المجلة في عددها هذا ملف خاص عن العتبة العلوية المقدسة بين التاريخ والحاضر والمستقبل.