في كل عام يحيي مكتب سماحة المرجع
الكبير الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله الوارف) ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء (عليها
السلام) في الرواية الثانية من خلال إِقامة مجلس عزاء في مكتبه المبارك والقيام
بالمسيرة الكبيرة صوب مرقد أَمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث يتقدم المؤمنون من
أَساتذة وطلبة الحوزة العلمية ووجهاء وشيوخ العشائر ومختلف شرائح المجتمع لإِحياء
هذه الفاجعة الأَليمة بجوار مرقد سيدي ومولاي أَمير المؤمنين (عليه السلام) بعقد
مجلس عزاء هناك وتشهد النجف الأَشرف بذلك يوماً فريداً وتاريخياً بخروج أَحد ابرز
مراجع المسلمين والطائفة الشيعية لقيادة هذه المسيرة وإِحياء المناسبة.
الدائرة الثقافية وقسم الإعلام في
مؤسسة الأَنوار النجفية وبإشراف من قسم الإِعلام في المكتب المركزي لمكتب سماحة
المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله) له الدور
الكبير في تسليط الضوء على هذه المسيرة العظيمة من خلال دعوة وسائل الإِعلام
والتنسيق الإِعلامي المشترك وإِصداره ملحق جريدة الأَنوار النجفية يعني بالمسيرة
الفاطمية واهم الكلمات والأَخبار والأحداث فيها، والمواضيع العلمية ذات الصلة.
يستهل الملحق بواكيره بكلمات سماحة
المرجع النجفي (دام ظله) عن السيدة الزهراء (عليها السلام) وفضلها ومكانتها، حيث
يؤكد سماحته في إِحدى كلماته بقوله: "يجب على الفرد المؤمن أَن يزن أَعماله
وأَفعاله وأَقواله وحركاته وسكناته بميزان رضا السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي
ميزان رضا الله تعالى".
وفي مقال موسع جاء تحت عنوان السيدة
الزهراء (عليها السلام) وبقاء الإِسلام والأُمة من رؤى سماحة المرجع، يتطرق المقال
إِلى توضيح شامل من قبل سماحته عن الدور الذي قدمته الصديقة الطاهرة بعد رحيل
النبي الأَكرم محمد (صلى الله عليه وعلى آله) ورفضها لكل أَشكال الانحراف
الاجتماعي والقيادي للأَمة وما تعرضت له من مظلومية.
لتشهد أَحدى صفحات الملحق بعدها
قراءة في أَبجديات المسيرة الفاطمية فتشير إِلى موعد انطلاقها ومكانها واهميتها من
خلال مشاركة الجمع الكبير لاساتذة وطلبة الحوزة العلمية والوجهاء وخدام الإِمام
الحسين من أَصحاب المواكب والشخصيات الاجتماعية والعشائرية يتقدمهم سماحته (دام
ظله)، والتي يقول عنها سماحة الشيخ باقر بحسون الأَستاذ في الحوزة العلمية: "إِن
خروج مرجعٍ من مراجع الطائفة في النجف الأَشرف له دلالاته ورسالته إِلى العالم
الإِسلامي والعالم بشكل أَوسع وهي دعوة لدراسة التاريخ بإنصاف وتعمق لمعرفة الحق
فهذه المسيرة تعبر عن هذه المظلومية التاريخية التي تعرض لها النبي وأَهل البيت (صوات
الله عليهم؛ لأَن مظلومية الزهراء تعبر عن المخطط الخبيث الذي أَراد أَعداء الأَمة
تنفيذه نكاية بالنبي وأَول ضحية هي ابنته السيدة الزهراء".
وتضمن الملحق قراء في خطابات سماحة
المرجع وتوجيهاته للوفود النسوية حيث أَكد سماحته على ما قدمته الصديقة الطاهرة
للعالم الإِسلامي وما على النساء أَن يفعلنه من خلال اتخاذها القدوة والرمز في
حياتهن، مشيراً بقوله (دام ظله) أَن الزهراء في حياتها المختصرة تمكنت من تجسيد
وظائف المرأة كبنت في بيت أَبيها كانت (عليها السلام) ابنة وفية وحنونة على أَبيها
وأُمها رغم إِنها فقدت أَمها أَم المؤمنين خديجة (عليها السلام) في طفولتها،
ولكنها كانت قد تهيأت لأَن تكون ابنةً حقيقة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ولذلك
لقبها بأُم أَبيها، وكانت كزوجة قامت بجميع الواجبات الملقاة على عاتق الزوجة في
بيت زوجها أَمير المؤمنين (عليه السلام)، وأُما المرحلة الثالثة فهي مرحلة
الأُمومة إذ قامت بدور الأُم بنحو علمت النساء كيف ينبغي أَن تكون الأم.
ثم تطرق الملحق إِلى أَهمية المسيرة
الفاطمية بتمثيلها إِعلانا رافضاً لكل أَشكال الظلم والإِرهاب حول أَهم كلمات
سماحة الشيخ علي النجفي ممثل سماحة المرجع (دام ظله) ومنها قوله: "إِن الغاية
من المسيرة هو التأَكيد على مصاب الزهراء، وأن ما جرى عليها لا يمكن السكوت عنه
وسيبقى ذكرها وأَثرها عبر التاريخ وسنبقى حزينين نحيي ذكراها ما بقينا، وأن
المسيرة ستبقى على منهج الزهراء في رفض الظلم والفساد".
ليكون عددٌ من الصفحات الأُخرى من
الملحق يضم لقاء أُجري مع سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) لتوضيح هذه
المسيرة والدور العقائدي والاجتماعي لها وأَهمية إِحيائها في المجتمع،و تناول
اللقاء أَهم الأَسئلة والمحاور عن هذه المسيرة التاريخية والرسائل المستوحاة منها
والنتائج الاجتماعية المترتبة على مشاركة
المراجع العظام وأَساتذة الحوزة العلمية في المسيرة.
هذا وتناول الملحق مقالا للعلامة
السيد محمد علي الحلو (قدس سره) بعنوان رضا فاطمة (عليها السلام) رضا الله وغضبها
غضبه تعالى, وقراءة في كتاب (المحسن السبط مولود أم سقط) والغور في التاريخ واثبات
الجرم الذي حاق بأَهل بيت النبي (صلوات الله عليهم)، والإشارة لما سيكشفه هذا
السفر الذي خطه يراع سماحة آية الله العلامة والمؤرخ الإِسلامي الكبير السيد محمد
مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان حقيقة هذه الجريمة الكبرى.
كما ضم الملحق مناظرة السيد مصطفى
مرتضى العاملي مع بعضهم في تفضيل الزهراء عليها السلام على مريم (عليها السلام) بأَسلوب
شيق وممتع يشد القارئ إِليه.
ومع ما حواه الملحق من كلمات وبحوث
نجد مقالاً للعلامة الشيخ باقر شريف القرشي في لوعة الزهراء وشجونها، كما شهد جملة
من المواضيع والمقالات الأخرى لكتَّاب كبار في الحوزة العلمية التي خصصت لمظلومية
وفضل السيدة الزهراء وشهادتها (عليها السلام).