برعاية مكتب سماحة المرجع الديني
النجفي (دام ظله) أقامت مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية احتفالاً بذكرى
ولادة الصادقين الرسول الأمين (صلوات الله عليه وآله) وحفيده الإِمام الصادق (عليه
السلام) في محافظة ديالى بقضاء قرة تبه، حضره جمع من المؤمنين في المدينة
والمسؤولين، يأتي ذلك تيمناً بالمناسبة حيث افتتح المركز الإسلامي لأهل البيت
(عليهم السلام) في القضاء/ المقر العام لمحور شمال العراق.
الاحتفالية حضرها ممثلاً عن سماحة
الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) الشيخ محمد الباوي، ونقل للمؤمنين سلام ودعاء
سماحة المرجع النجفي (دام ظله) في القضاء، داعياً لهم بالتوفيق والسداد، ومبيناً
في كلمة قراءها بالنيابة عن ممثل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) الشيخ علي النجفي،
قائلاً: "رغم أن هذه الشريعة لم تكن الشريعة الأولى في الدنيا إلا أن الشرائع
السابقة قد ضاعت بأيدي الظالمين إلا شريعة سيد المرسلين، فإنها رغم مرور القرون
باقية بحماية أولاده وأهل بيته (عليهم السلام) ورعاية الذين تخرجوا على أيديهم من
علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم أحياءً وأمواتاً)
الباوي أوضح في حديثه أن افتتاح هذا
المركز جاء ليكون جسر تواصل مع المرجعية الدينية في النجف الأَشرف، ولبيان
الأَحكام الدينية والاجابة عن أسئلة المؤمنين في مختلف المجالات الدينية
والاجتماعية.
وفيما يأتي نص كلمة ممثل سماحة المرجع
النجفي (دام ظله) ومدير مكتبه المركزي في النجف الاشرف والأمين العام لمؤسسة
الأنوار النجفية للثقافة والتنمية سماحة الشيخ علي النجفي في الاحتفالية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي مَنَّ علينا بنبيّه
الكريم محمد بن عبد الله وآله الأطهار، وهدانا ببركته إِلى الدين الحنيف الذي هو
خير الأديان ومأوى السعادة الدنيوية والأخروية للبشرية جمعاء، والصلاة والسلام على
رسوله المصطفى المحمود الأحمد محمد بن عبد الله وعلى آله السادة الميامين، واللعنة
على أعدائهم أجمعين إِلى يوم الدين.
قال الله سبحانه: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ
اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)، (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً
شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً)، (وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
نحن اليوم نعيش ذكرى ولادة سيد الرسل
عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وحفيده الامام الصادق (ع)، فاليوم قد أشرقت الأَرض
بنور ربها وامتدت الأَشعة من وجهه الشريف وكلماته المقدسة لتدعو البرية إِلى ما
فيه صلاح دنياها وآخرتها، وجاء بكتاب مبين يحتوي على علم ما تقدم وما يأتي وما كان
وما يكون، مشتملاً على دين وشريعة غراء هي خير الشرائع وبها تحفظ كرامة كُل ذي روح
إنساناً كان أو غيره، وأودع علم الكتاب عند آله الأطهار المستوجبين من الله الرحمة
والرضوان، وتحملوا في سبيل المحافظة على الدين ونشره ما يصعب وصفه ولا يمكن إدراك
بعده.
رغم أن هذه الشريعة لم تكن الشريعة
الأولى في الدنيا إلا أن الشرائع السابقة قد ضاعت بأيدي الظالمين إلا شريعة سيد
المرسلين، فإنها رغم مرور القرون باقية بحماية أولاده وأهل بيته (عليهم السلام)
ورعاية الذين تخرجوا على أيديهم من علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم أحياءً
وأمواتاً)، ونحن في هذه المناسبة نقدم التهاني إِلى سيد ذريته المهدي المنتظر (عجل
الله تعالى فرجه الشريف) وللعالم أجمع، وللمسلمين والمؤمنين به بالخصوص، نرجو الله
أن يُعيد علينا هذه المناسبة ونحن نعيش في أحضان شريعته السهلة السمحاء.
أيها الحفل الكريم يسرنا اليوم ان نكون
بينكم من خلال نافذة جديدة مرتبطة بالمرجعية الدينية الا وهي افتتاح المركز
الإسلامي لأهل البيت (عليهم السلام) لإدامة التواصل مع المؤمنين في قضاء قرة
تبة والعمل على خدمة اهلنا هنا وإن شاء
الله يكون جناب السيد زيد الياسري ومن معه يكملون مسيرة الأَفاضل من معتمدي
المرجعية الدينية المباركة داعين لهم جميعاً بالتوفيق والسداد لخدمة المؤمنين
والعمل على أداء الواجب الديني بخدمة الجوانب الشرعية والعقائدية والثقافية
والإنسانية
كما يشرفني أن أنقل إأِلى أهالي قرة
تبة الكرام ومن حضر في هذا المهرجان المبارك دعاء سماحة المرجع النجفي دام ظله،
ومحبته لكم ووصاياه بالتمسك بحبل الله القويم ودينه العظيم الذي جاءنا من خلال أهل
البيت (صلوات الله عليهم) ووحدة الصف والتراص بين المؤمنين، والجد في العمل للدين
والدنيا، فإننا حينما نحتفل بالمولد المبارك لرسول وحفيده الإِمام الصادق (صلوات
الله عليهم) فإننا نعتقد أن السرور الحقيقي والفرحة الكبرى بالتزامنا بهم صلوات
ربي عليهم اعتقاداً وقولاً وسلوكاً.
وختاماً..
نسأل الله أن يحفظ أهلنا في كل مكان،
وخصوصاً في قرةتبة، وأن يمن على العراق بالأمن والاستقرار بتعجيل فرج امام زماننا،
وراعيه الأول بعد الله الحجة بن الحسن المنتظر (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه
الكرام البررة).