عقدت مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية اجتماعها الدوري للهيئة الإدارية برئاسة الأمين العام للمؤسسة نجل سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله) سماحة الشيخ علي النجفي.
أكد سماحته في مطلع كلمته الافتتاحية أن المؤسسة هي أداة وذراع للمرجعية الدينية وبالتالي سيكون مسيرها وهدفها الأول والأخير مرضاة الله سبحانه وتعالى, فعلينا إن نعمل على تطوير مختلف أقسامها وفروعها بما ينسجم وحجم المسؤولية التي تحملها اتجاه قيمها وثوابتها التي أسست من اجلها ألا وهي تنمية القدرات الثقافية والاجتماعية والعلمية والتنموية للمواطن العراقي الذي عانى من التهميش والحرمان بمختلف المجالات, فيجب العمل والنظر لنوع العمل لا لكثرته وأن يكون العمل مؤثراً في مختلف الأوساط لا أن يقتصر على شريحة معينة دون أخرى، مؤكداً على القول المأثور (ما كان لله ينمو) راجياً الباري عز أسمه أن يأخذ بأيدي أعضاء المؤسسة للصلاح وأن يذلل لهم العقبات لتقديم كل ما يمكن تقديمه خدمة لأبناء العراق.
هذا وقدم سماحته سلسلة من الحوارات والاقتراحات والإرشادات أثناء استعراض روؤساء الأقسام بعض المشاكل التي تشكل عائقاً أمام عجلة عملهم، واعداً سماحته أنه سيعمل بكل جهده لتسهيل أعمال الأقسام العاملة.
تلاه فضيلة العلامة الحجة الشيخ نزيه محي الدين المستشار العام لمؤسسة الأنوار النجفية، حيث أعرب فيها عن أمله في أن تتخذ المؤسسة أطراً أكثر تطويراً وأوسع تدبيراً وفي مقدمتها العلاجات المالية للمؤسسة، مشيداً بنفس الوقت على همة وكفاءة أصحاب الأقسام، ومعقباً عن بعض المشاكل التي قد تطرأ على بعض الأقسام وسبل علاجها.
ثم تلاه جناب الشيخ علي اليماني مدير معهد الأنوار النجفية ومسؤول الإشراف الديني على الذبح، حيث قدم فضيلته شرحاً مفصلاً عن هذا القسم ودوراته الحاسوبية واللغات الأجنبية وما رفقها من تطوير لها وللمواد العلمية وطرق التدريس المتبعة فيها، مشيراً إلى أن كادر المعهد اعتمد على أساتذة أكفاء للمساهمة في تنمية القدرات العلمية للطلبة المشاركين، ومفصحاً عن البدء بآلية جديدة اعتمدها المعهد للتنمية الروحية والدينية للطلبة الدارسين، حيث ستقدم حصص مصغرة في أوقات الفراغ ـ بين الدروس اللغوية والكمبيوترية ودروس التقوية لطلاب الصفوف المنتهية أو أثنائها ـ بإعطاء محاضرات دينية تنمي العنصر الروحي والديني لدى الدارسين في المعهد.
هذا وقدم جناب الشيخ أيضاً شرحاً مقتضباً عن آلية متابعة الشركات العاملة في البرازيل لذبح اللحوم البيضاء والحمراء، لضمان شرعية العمل في هذه الشركات، ومراقبتها من لدن ولاء المؤسسة من رجال الدين، مستعرضاً الشركات التي تعمل حالياً في الأسواق ومدى موافقتها ومطابقتها للمقاييس والأطر الشرعية في عملية الذبح وما يلزمه من مقدمات وآليات طرحها للمنتج في الأسواق.
هذا وقدم الحاج حيدر ناجي مسؤول قسم الشعائر الحسينية في المؤسسة موجزا للإعمال التي قام بها القسم لدعم الشعائر الحسينية, مشيراً إلى أنه قد قدم خدماته للمواكب الحسينية والزوار منذ عام 1996 وقبل انبثاق مؤسسة الأنوار النجفية, فكان القسم يعمل بتلك الظروف الصعبة رغم الضغوط التي كان يمارسها أزلام النظام المقبور، وكل ذلك تحت رعاية سماحة المرجع (دام ظله)، وبعد أن انزاحت غمة الصداميين ظهرت محورية جديدة ـ في عراق اليوم ـ لتتسع دائراة الحاجة لعمل مؤسساتي يطلع في خدمة أكثر وأوسع وأعمق مما سبق، حيث اضطلع هذا القسم بدراسة متكاملة للنهوض بواقع الخدمات المقدمة للمواكب لإحياء الشعائر الدينية.
بعد ذلك قدم شرحاً حول الأعمال التي قام بها القسم منذ عام 2008 إلى يومنا هذا من تقديم دعم مادي ومعنوي وتوعوي أو ثقافي للشعائر الدينية.
هذا وقدم الدكتور ستار الأعرجي المشرف العام على مدارس دار الزهراء للبنين والبنات الخيرية للأيتام، شرحاً وافراً عن التجربة وافراً، التي تخوضها المؤسسة في هذا المجال، معرباً بنفس الوقت عن عدم عتبه لما يجد من ضعف دور التربويين والأخصائيين ـ سيما المختصين في شؤون الطفل ومؤسسات المجتمع المدني والإنساني في الحكومة العراقية ـ في بلدنا لمتابعة هذه التجربة الفريدة في حين أن كبار التربويين في العالم يتابعون ويتجشمون عناء السفر من أقصى بقاع الأرض ليتفاعلوا وبشكل منقطع النظير مع هذه التجربة، مبدين بنفس الوقت استعدادهم للتفاعل مع هذا المشروع.
هذا وقدم جناب الدكتور الأعرجي جملة من التجارب الإيجابية التي رفعت وشدت من أزر الكادر العامل في المدارس مما حدا بهم في أن يعملوا ما في وسعهم خدمة منهم لأيتام العراق، معرباً عن أمله في توسيع هذا المشروع وتطويره، وكيف أن المدرسة عالجت حتى مسألة النظام التعليمي المتردي في العراق، بل وقامت المؤسسة بطرح مناهج جديدة آنية لعلاج ذلك النقص الحاصل فيها.
تلاه شرحاً قدمته المشرفة التربوية السيدة أم الحسين المشرفة المساعدة للسيد الدكتور الأعرجي عن مجمل أعمالها لهذا العام, حيث شهد تسجيل (113) تلميذة لمدرسة البنات، و(123) تلميذ لمدرسة البنين, كما أكد التقرير على أن مناهج وطرق تدريسية جديدة دخلت في المدرسة لتبسيط إيصال المادة إلى الطلبة، مستعرضة في نفس الوقت الآليات التي اتخذت للوقاية من الأمراض المعدية وفي مقدمتها الأنفلونزا الوبائية التي قد تصيب الطلبة، وكيف للمؤسسة أن تتخذ إجراءات أكثر وقاية وفي مقدمتها الحصول على مساحة كبيرة للمؤسسة نظراً لضيق مساحتها.
كما وقدم فضيلة العلامة الشيخ علي شويلية عضو الهيئة الإدارية للمؤسسة، المشرف على عمل المؤسسة في مدينة كربلاء المقدسة كلمة أعرب فيها عن أمله الكبير في أن تقدم هذه المؤسسة بكوادرها الخيرة أكثر وأكثر، كما واستعرض سماحته عن أمله في أن يأخذ موقعه في مدينة كربلاء المقدسة الدور الكبير بعد أن افتتح قسم خاص للمؤسسة لرعاية زوار العتبات المقدسة سيما الأجانب منهم، وذلك لعلاج مواقع النقص التي أغفلتها مؤسسات الدولة المسؤولة عن خدمة السياحة في العراق وبالخصوص المراقد المقدسة، هذا وأعرب فضيلته عن أمله في استكمال مشروع معهد الأنوار النجفية للتعليم في كربلاء المقدسة.
واستعرض الأستاذ سعد عبد الرضا كريم مدير فرع الشطرة النشاط الذي تقدمه المؤسسة للجوانب الخدمية وفي مقدمتها رعاية الأيتام وخدمة الشعائر الحسينية وطلبة الجامعات والشباب، وكيف أنها تضطلع بمهام كبرى، من أجل توسيع دائرة الخدمات فيها.
كما وقدم الأستاذ نصير الحسناوي في القسم الإعلامي للمؤسسة شرحاً موجزاً للأهمية الإعلامية في حل الكثير من المشاكل العالقة مستعرضاً الإنجازات الكبرى التي قدمها هذا القسم وفي مقدمتها صحيفة الأنوار النجفية والأدوار التطويرية التي حلت في الصحيفة، حيث تم إصدار العديد من الكراريس والكتب والملاحق... وغيرها من الإصدارات التي عالجت الكثير من المشاكل السياسية والدينية التي طالما ألمت بواقع المجتمع العراقي وغيرها من النشاطات التي يضيق المجال عن ذكرها، معرباً عن أمله في أن توضع آليات جديدة لتضطلع المؤسسة بجانب أعلامي أكبر يتناسب مع حجم ومقدار ما تقدمه المؤسسة من نشاط، وبالفعل أن هذا القسم آخذ بطريق التطور من خلال جهود كوادره في سبيل نشر الثقافة الإسلامية بين أوساط المجتمع الذي عانى من تخلف الأنظمة المبادة ولعقود طويلة, كما واستعرض الأستاذ الحسناوي جملة من الأعمال التي تقوم بها هذه الدائرة من خدمات في الشبكة العنكبوتية والأقراص الليزرية ومن أعمال تصميمية أضفت على نشاطها الإعلامي الشيء الكبير من النجاح، معرباً عن أمله في تقوية وربط دوائر المؤسسة فيما بينها بشكل أكثر تطوراً واتساعاً لتوسيع الدائرة الخدمية في الدائرة الإعلامية للمؤسسة.
ومما يجدر ذكره أن الاجتماع قد حضره كلٌ من الأستاذ الحقوقي المحامي أمين محمد علي شمسة المستشار القانوني للمؤسسة، وكذلك جملة من السادة والأفاضل من السادة العلماء من باقي فروع المؤسسة خارج مدينة النجف الأشرف وبعض ضيوف الشرف، من أجل توسيع الدائرة الحوارية وتقديم رؤى أوسع وأقدر لتطوير عمل المؤسسة.
هذا وقبل أن يختم الأخ حسين كاظم محي المنسق العام للاجتماع أعماله أصدرت توصيات وبإجماع الهيئة الإدارية للمؤسسة على ضرورة حل المشاكل التي قد وضعتها بعض دوائر الدولة في الاعتراف القانوني بمعهد الأنوار النجفية، وكذلك في الانطلاق قدماً نحو تطوير واقع مدارس دار الزهراء الخيرية للأيتام، وتوسيع قسم الجانب الإعلامي للمؤسسة، لتصل هذه الخدمة إلى كل أبناء العراق، وبأساليب عصرية ومميزة.