شارك سماحة الشيخ علي النجفي في الندوة التي أقيمت في ذكرى هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام). واستذكر الحاضرون بشاعة هذه الجريمة التي اقترفتها قوى الضلال حيث قامت بالتعدي على بقعة طاهرة بالقرب من المسجد النبوي الشريف، ومرقد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله), ألا وهي البقيع، التي فيها مراقد الأئمة الأربعة المعصومين من أهل بيت النبوة والرسالة (عليهم السلام)، وهم الإمام الحسن المجتبى ابن أمير المؤمنين، والإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد الباقر ابنه، والإمام جعفر الصادق ابن الإمام الباقر (عليهم السلام)، فكانت عليها قباب وأضرحة ومعالم تدل على قدسيتهم، ولكن زمر التكفير في سنة (1344هـ) قامت بهدمها كلياً وتسويتها بالأرض، بزعم حرمة تعلية القبور وحرمة زيارتها عندهم.
إلا أن الحقيقة ليست هذه، بل لطمس معالم تلك المشاهد العظيمة للأئمة الأطهار (عليهم السلام), حتى بعد شهادتهم؛ كي لا يكونوا رمزاً ماثلاً للعيان، يهدي طلاب الحقيقة إلى المذهب الحق.
وبعدما انتشر خبر تهديم القبور، استنكر المسلمون في جميع بقاع العالم، على أنه عمل إجرامي يسيء إلى أولياء الله، ويحط من قدرهم، كما يحطّ من قدر آل الرسول (صلى الله عليه وعليهم) وآله وأصحابه، فلو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أن القرآن الكريم يعظم المؤمنين ويكرمهم بالبناء على قبورهم حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام.
إن هذا يدل على أن سيرة المؤمنين الموحدين في العالم كلّه كانت جارية على البناء على القبور، وكان يعتبر عندهم نوعاً من التقدير لصاحب القبر، وتبركاً به لما له من منـزلة عظيمة عند الله.
ولا زالت هذه الحالة موجودة حتّى في وقتنا الحاضر، لقبور العظماء والملوك والخالدين، فهل توجد أخلد وأطهر من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.