بحضور الأمين العام (لمؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية) سماحة الشيخ علي النجفي، ومن أجل تطوير عمل المؤسسة ووضع آليات عمل تتناسب وأهداف المؤسسة بما يخدم المجتمع العراقي المظلوم.
عقدت الهيئة العامة في مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية اجتماعها الدوري الثالث لمناقشة أعمال المؤسسة وسبل تطويرها وتعزيز الأواصر مع مختلف شرائح المجتمع العراقي ومعرفة مشاكله وما يعاني منه لوضع الحلول الناجعة لتنميته ثقافياً وعلمياً واقتصادياً واجتماعياً.
هذا ودار على طاولة (اجتماع المؤسسة الدوري) عدد من القضايا المهمة مثل مدارس دار الزهراء (عليها السلام)، وقطعة الأرض المخصصة لبنائها، وتوفير وسائل النقل المريحة للطلبة والكادر التدريسي، والعمل على توسيع الفكرة لتشمل باقي المحافظات العراقية، بعد أن أثبتت هذه التجربة الفريدة في العراق نجاحها الباهر والمنقطع النظير في رفد الجانب العلمي والثقافي والتربوي والوطني لدى أجيالنا، خصوصاً الأيتام منهم.
هذا ودار الحوار حول العمل على توفير فرص استثمارية خاصة بالمؤسسة لدعم أهدافها ليعود ريعها على الأيتام والعوائل المتعففة، وتقديم المساعدات الإنسانية، كما ناقش المجتمعون دورات المغتربين الصيفية وسبل تعزيزها، والارتقاء بها لمستوىً مرموق.
وفي بداية الاجتماع تحدث سماحة الشيخ علي النجفي عن ضرورة تطوير العمل بما يتناسب وحجم التحديات الملقاة على عاتق المؤسسة، فالمؤسسة هي أداة وذراع للمرجعية الدينية في النجف الأشرف، وبالتالي تصب في مرضاة الله سبحانه وتعالى, فعلينا أن نعمل على تطوير مختلف دوائرها وفروعها بما ينسجم وحجم المسؤولية التي تحملها تجاه قيمها وثوابتها التي أُسست من أجلها، ألا وهي تنمية القدرات الثقافية، والاجتماعية، والعلمية، للمواطن العراقي الذي عانى من التهميش والحرمان في مختلف مجالات الحياة, ولطيلة عقود، منبهاً في نفس الوقت على وجوب العمل والنظر إلى نوع العمل لا لكثرته، وأن يكون عملنا مؤثراً في مختلف الأوساط ولا يقتصر على شريحة معينة دون أخرى، فإن المؤسسة تعمل لكل الخيرين من أبناء هذا الوطن، بل ولكل المؤمنين من أبناء ديننا الحنيف.
بعد ذلك تحدث الدكتور ستار الاعرجي المشرف العام على مدارس دار الزهراء (عليها السلام) عن أهم الإنجازات والأفكار قيد التطوير والبحث من أجل تقديم أفضل الرعاية التي حرمت منها هذه الشريحة المظلومة من الشعب العراقي ومحاولة تعويضهم عما فقدوه من رعاية واهتمام، فأكد الدكتور الاعرجي على ضرورة العمل على إجراء قواعد بيانات للوصول لأكبر عدد ممكن للعوائل المحتاجة والأيتام وذلك لغرض تقديم الخدمات الضرورية لهم وتعريفهم بأهداف المدارس ومحاولة جذبهم لها.
كما وأشار إلى أن المدرسة تم توسيعها وذلك بإضافة منـزل أخر إلى بناية المدرسة وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة للطلبة الراغبين في الالتحاق بالمدارس لحين حل مشكلة الأرض المخصصة لبناء المدرسة، مشيراً إلى النظام الإداري المتبع في المدارس، للارتقاء بها نحو الأفضل، وذلك على أساس إداري علمي رصين فكانت الأقسام التالية:
1) قسم الشؤون الإدارية.
2) قسم الشؤون التربوية.
3) قسم الشؤون الصحية.
4) قسم الشؤون الدينية.
5) قسم الشؤون الفنية.
6) قسم البحث وتطوير المستوى.
7) قسم الإحصاء.
8) قسم العلاقات والشؤون الثقافية.
كما اقترح الدكتور الاعرجي إصدار مجلة خاصة باليتيم من قبل الكادر الإعلامي والعلمي للمدرسة، مستعرضاً في نفس الوقت المشروع المقترح للمجلة، وكذلك تفعيل إنشاء موقع خاص بمدارس دار الزهراء (عليها السلام) لتعريف المتتبع والمجتمع كافة بما تقوم به المدارس من عمل جبار، ولتسهيل تقديم الخدمات عبر وسائل الاتصال الحديثة.
هذا وأشار الدكتور إلى أن مدارس دار الزهراء ليست كالمدارس الأهلية، فالمدارس الأهلية تتعامل مع الحالات الطلابية العالية والجاهزة لتحقيق الانجاز، أما مدارس دار الزهراء (ع) فهي تتعامل مع أشد الحالات فقراً وتواضعاً من الجانب العلمي للوصول نحو إنجاز رائع كالذي حققته في هذا العام والأعوام السابقة، وإن كان هدف المدرسة هو الوصول إلى زرع الأمل في نفس الأطفال الأيتام، هذا واستعرض ما أقامته المدرسة من دورات لأجل إيصال الكادر إلى الطريقة المثلى في التعامل مع الطلبة، خصوصاً وهم بحاجة ماسة إلى طريقة تعامل تراعي شعورهم وتعوضهم عن الحنان وعن دور الأب في الإرشاد والتقويم الذي فقدوه وهم في عمر مبكر، معرباً عن أمله في توسيع نطاق هذه النشاطات الثقافية كما تم بالفعل التنسيق لغرض التوسيع.
وفي صدد استعراض انجازات استوديوهات النور أشار الأمين العام للمؤسسة إلى ضرورة إنتاج فلم وثائقي عن الدورات الصيفية التي أقامتها المؤسسة سواءً (دورة المغتربين، أو الدورة النموذجية في العطل الصيفية لأبناء العراق في محافظة النجف الأشرف وباقي المحافظات).
هذا واستعرض على جدول أعمال الاجتماع الإنجازات التي حققها المعهد التعليمي وضرورة تعزيز النجاحات التي تحققت، وما لحقها من استعراض لاقتراحات تطوير هذا المعهد الذي انفردت مؤسسة الأنوار النجفية بإنشائه لتكون أول من اهتم بشريحة الشباب الطامح للتعلم والتطور.
فتم طرح مشروع افتتاح دورات تخصصية في مجال الإعلام وإعداد منهج لدورات الحاسوب المتقدمة، كما تم تقديم تفاصيل الدورات التي أقامها المعهد لطلبة الصف السادس العلمي ومدى نجاحها والإقبال المسجل من قبل الطلبة على الاشتراك في هذه الدورة مما دفع بالمعهد لفتح دورات إضافية.
كما ناقش الحاضرون تفعيل دور المؤسسة خصوصاً وأن موعد فعاليات النجف عاصمة الثقافة الإسلامية قد اقتربت، فيجب وضع جدول لترتيب الأعمال التي ستقوم بها المؤسسة وتكون الأولى في طرحها لتأخذ مكانتها الحقيقية وسط هذا الحشد الكبير والاستعانة ببعض الخبراء في هذا الشأن.
كما ونُقشَ موضوع تشغيل مطبعة خاصة بالمؤسسة وتدريب كادر لتشغيلها، ومشروع إنشاء إذاعة تابعة للمؤسسة تهتم بالشباب والقضايا التي تهمهم بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تطوير مشروع الذبح الذي ترعاه المؤسسة لتوفير اللحوم والدجاج بأسعار مناسبة.