ألقى سماحة الشيخ علي النجفي (زيد عزه) كلمة في المؤتمر الذي أقامة إتحاد الحقوقيين في النجف الأشرف بمناسبة يوم الحقوقي والذي حضره عدد كبير من الحقوقيين والمسؤولين من جميع المحافظات، حيث أوضح سماحة الدور الكبير والبارز للحقوقي العراقي، خاصة بعد هالة التغيير في حل النزاعات واسترداد حقوق المظلومين، والوقوف على مشاكل المواطنين، وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقائها:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
الحمد لله الذي جعل العدل مفتاح السعادة وطريقاً لحماية الأرواح والأموال والأعراض وميّز به الإسلام عن سائر النظم، وشرفه عليها..
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وعلى آله السادة الميامين دعاة العدل وحماة الدين، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..
قال الله سبحانه: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً).
صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
أيها الحفل الكريم الذي ضم القضاة والمحامين الذين تحملوا على عاتقهم تنفيذ العدل وحماية النفوس والأرواح والأموال والحقوق. أنتم تمثلون شريان الحياة في المجتمع، لأن العدل به تستقيم الحياة ويحصل المظلوم على حقه، ويأمن الضعيف من سطوة القوي، لينعم الكل بحياة كريمة في ظل العدل.
أنتم تمثلون هذا الجانب المهم من الحياة وعلى عواتكم المسؤولية العظمى؛ ومعلوم أن القيام بهذه الوظيفة المهمة يتطلب منا جميعاً تزكية أنفسنا أولاً وطهارة أقوالنا وأعمالنا ونياتنا فإنها الخطوة الأولى ليتشرف الإنسان بتاج العدل بين الناس، وقد روى عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال لشريح أنك يا هذا جلست مجلساً لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي، فالذي لا يحكم بالعدل فهو لا يمثل نبي ولا وصي بل يمثل الشيطان، فيكون شقياً ولربما يعجز القاضي عن الحكم بما يملي عليه الشرع الشريف لأن القوانين ما زلات كما كانت في النظام السابق، ولكن يمكن للقاضي أن يدعوا الأطراف إلى المصالحة ويستعين على ذلك بشخصيات المجتمع، هذا إن عجز عن تحقيق الحكم الإلهي بعد الاسترشاد بعلماء النجف الأشرف، هذا إذا كان لا يعلم عن أحكامها.
ويجب أن يكون القوي لدى القاضي ضعيفاً حتى يأخذ منه الحق، والضعيف قوياً حتى يأخذ حقه ممن ظلمه.
وأما المحاماة فهي طريق لإنقاذ حق المظلوم، فهو عمل شريف مادام هو في نصرة المظلوم وانتزاع الحق من الظالم.
فاجتماعكم هذا يعتبر خطوة إيجابية وسليمة إلى مقصد شريف لنتدارس جميعاً طرق تنفيذ العدل الإلهي في المجتمع، ويجب علينا أن نعلم أن الله سبحانه جعل النجف الأشرف مشعلاً لهداية العالم كله لأنها تحتضن جثمان باب مدينة العلم وتشرفت به كما تشرفت بالحوزة أم الحوزات وسيدتها على الإطلاق، فإذا لم يستقي القضاة والمحامون في تنفيذ العدل في النجف فأين؟
أرجو الله سبحانه أن يمكنكم جمعياً من أداء واجبكم بتطبيق العدل الإلهي، قال الله سبحانه: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
والسلام..