في حديث لقناة الفرات الفضائية حول مدارس الزهراء الأهلية للأيتام, أوضح سماحة الشيخ علي النجفي (زيدت بركاته) بأنه من ضمن جملة من المشاريع التي يرعاها مكتب سماحة المرجع (دام ظله) هو رعايته للأيتام إذ كانت النية في بادئ الأمر أن يُنشأ ميتم للأطفال لكن وبعد دراسة المشروع تقرر إنشاء مدرسة للأيتام تعنى برعايتهم من الناحية العلمية والتربوية، وفعلاً تم المشروع وأدخلت فيه المناهج التدريسية الجيدة التي من شانها أن تقوم التلميذ وفق الاتجاه الصحيح ووفرت له الخدمات المناسبة وجهزت المدرسة بكوادر تدريسية نوعية على اعتبار إن الأيتام يحتاجون إلى رعاية خاصة وتعامل مختلف عن الآخرين من الناحية النفسية وقد اختير أساتذة مقتدرون في هذا الصدد، كما وأقيمت دورات تخصصية لهم وفي عدة مجالات في التطوير والتأهيل ومازالت هذه الدورات تقام بين الحين والأخر, أما المعوقات التي مازالت تواجه المشروع حتى بعد إقامته فهو من حيث المكان وتوسعته وعدم تخصيص الأرض له إضافة إلى أمور أخرى تخص الرعاية الصحية التي يحتاجها التلميذ اليتيم, منوها سماحته إلى إن الطموح متواصل في توسعة هذا المشروع الذي يكفل شريحة مهمة تركتها الويلات والحروب جراء سياسات النظام المقبور على الرغم مما تقدمه من التعليم والتربية والصلاة والغذاء والكسوة وحتى حصة لعب الأطفال التي توفر التسلية والترفيه عن النفس مؤكداً إلى إن السعي جاد في هذا المجال لبناء مدرسة للبنين وأخرى للبنات ومدارس أخرى حتى الوصول بهم إلى الجامعة.
فيما أكدت السيدة أم الحسين مسؤولة العلاقات في المدارس بأن مدارس دار الزهراء (عليها السلام) متميزة وتعتبر الأولى من نوعها في البلاد كونها تعنى بشريحة مهمة ألا وهي شريحة الأيتام ومن جانب آخر كونها مدارس أهلية مجانية وتوفر للتلميذ ما يحتاجه من مستلزمات للدراسة وكذلك في حياته بشكل عام وقد بلغ عدد التلاميذ المسجلين فيها أربعمائة تلميذ وتلميذة والآن وبفضل هذه المدارس يشعر اليتيم بأنه عنصر مهم وله مكانه ودوره في مجتمعنا، بينما لو لم تكن مثل هكذا مدارس يصبح الوضع أصعب على التلميذ اليتيم.
أما مدير المدرسة فانه أشار إلى إن المدرسة تقدم المناهج الدراسية منها مناهج للتربية الأخلاقية والتربية الإسلامية والتربية الثقافية وتوفر للتلميذ كافة الجوانب العلمية والتربوية وتهتم به من الناحية النفسية والفكرية.
الدكتور ستار الاعرجي المشرف العام على المدارس دعا جميع المسؤولين للنظر إلى هذا المكان فأنه يئن من ضيق المساحة والجو اللاهب في الصيف والجو البارد في الشتاء ولا يوجد متنفس يتسع لهذه الأعداد ولا توجد مساحة كافية للعب كما إن إيجار البناية مرتفع جداً.. مضيفاً أننا نقدم ما يوازي (1360$) سنوياً على الطالب الواحد، لذا في مقدمة أولوياتنا هي تحصيل بناية لهذه المدارس.
هذا وأعرب تربويو المدرسة عن وجود مواهب وطاقات كبيرة جداً، وأنهم ساعون لإستيعاب وتطوير هذه الطاقات عن طريق النشاطات اللاصفية.
أم نور وهي أم لتلميذتين يدرسن في هذه المدرسة فقد عبرت عن شكرها وثنائها للقائمين على هذا المشروع الخيري الكبير الذي يخفف عن كاهل ذوي الأيتام مشيرة إلى الجهود التي تبذل في رعاية التلميذ.
كما نقل عدد من التلاميذ عدة قصص حزينة لما حدث لأولياء أمورهم على يد الإرهابيين ومنهم التلميذ سيف الذي قال بأن والدي كان يعمل رساماً وحينما خرج في الصباح لعمله قتل على أيدي الكفرة الإرهابيين وقد احتضنتنا رعاية جدي ولكن وبعد وفاته هو أيضا لم نستطع الدخول للمدارس إلى أن جاء لي احد أصحابي وأنا طفل صغير اعمل لأجلب قوتا لأهلي بان هنالك مدرسة للأيتام هي مدرسة دار الزهراء (عليها السلام) ودخلت فيها, وتلميذة أخرى تحدثت بحسرة ولوعة ودموع فاضت من عينيها الصغيرتين بان أبي قتله الإرهاب إلا إن التلميذة رؤى بينت الجانب المشرق عن طريق تواجدها في المدرسة مع قريناتها من التلميذات والاهتمام الكبير من المشرفين على هذه الشريحة من خلال الرعاية الصحية والنفسية وإعطاء الملابس في الشتاء والصيف والأعياد وتواجد خطوط النقل والشعور بأننا أبناؤهم.