الاعلانات
مرقد الصحابي اثيب اليماني(رض)


مقام الإمام علي عليه السلام ، وقبر اليماني من الآثار التاريخية المشهورة عند العارفين وعند السواد الأعظم في النجف الأشرف مقام الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، المعروف قديما بمقام الصفا ، وبجنبه قبر اليماني المعروف أيضا بمقبرة الصفا ، أي مقبرة الصخر . موقعه في الجهة الغربية لمدينة النجف على الضفة المطلة على بحر النجف ، وإلى الجنوب من مقام الإمام زين العابدين على بين الحسين (عليه السلام).كان المقامان خارجين عن مدينة النجف خلف السور الذي أشاده آصف الدولة الهندي سنة 1226هـ . وعلى أثر تكرار غزو الأعراب والوهابيين للنجف تبرع الصدر الأعظم نظام الدولة الوزير محمد حسين خان العلاف ببناء سور صغير يحوط المقامين ، فأدخلا في المدينة.وصف شيخنا محمد حرز الدين قبر اليماني ، قائلا : يقع مرقده بين المسجد الذي فيه مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) غربا وبين صحنه المستطيل شرقا . وتحوط صحنه من الدخل دور عامرة تسكنها اليوم سدنة القبر . وفي الجانب الشمالي من صحنه حياض ماء بقربها بئر عباسية واسعة يستقي الزائرون منها بالدلاء للوضوء والتطهير ، كل ذلك وقف على الزائرين . ومن هنا مسلك طريق ينفذ إلى مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام) ، فالزائرون يتطهرون بهذا الماء ويوروا المقامين من هذا المسلك الضيق.

أما ما يشعرنا بأن هذا الأثر هو مقام الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، هو ما ورد مأثورا ووجود الأثر التاريخي . فمن الآثار القديمة التي تصرح بأنه مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وجود لوحين من الحجر الأبيض منقوش عليهما قصيدتان من الشعر كل منهما تصرح بأنه مقام علي (عليه السلام) . الصخرة الأولى كانت مثبتة في البناء فوق المحراب كتب عليها بالحفر قصيدة هائية في اثني عشر بيتا من الشعر العربي مطلعها :

 شاد مقام الطهـر مـولى رقـى                    أعـلا مقامـات الـورى قـدره

 والصخرة الثانية هي أكثر وضوحا من الأولى مثبتة في جدار المقام على ارتفاع قامة إنسان على يسار مستقبل القبلة قرب محراب المسجد ، تاريخها سنة 1170هـ ، كتب عليها قصيدة لامية في عشر أبيات فيها تصريح بأنه مقام علي (عليه السلام) ، مطلعها :

فناهيك صرحا يزدري كل منزل                 أناخ على العليا بأعظم كلكل

 وقد تحول المكان إلى مسجد يعد الآن من مساجد النجف القديمة . يقول الشيخ محمد حرز الدين : أن هذا المسجد يقع إلى جنب مقبرة الصفا.وكان الإمام علي (عليه السلام) إذا أراد الخلوة بنفسه أثناء خلافته في الكوفة ، يأتي إلى طرف الغري ، فبينما هو ذات يوم مشرف على النجف فإذا برجل قد أقبل من جهة البرية راكبا ناقة وأمامه جنازة ، فحين رأى الإمام (عليه السلام) قصده وسلم عليه فرد عليه الإمام (عليه السلام) قائلا له : من أين ؟ قال : من اليمن ، قال : وما هذه الجنازة التي معك ؟ قال جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض ، فقال : لم لا دفنته في أرضكم ؟ قال : هو أوصى بذلك ، وقال : إنه يدفن هناك رجل يدعي في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، فلما سمع الإمام (عليه السلام) حديثه قال : أتعرف هذا الرجل  ؟ قال لا ، فقال (عليه السلام) : أنا والله ذلك الرجل ، فدفنه في هذا الموضع وقد قيل له (صافي صفا) وقد بني بإزاء قبره مسجد وفيه مقام ينسب لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومن المحتمل أنه (عليه السلام) قد صلى في هذا الموضع أو أدى الصلاة على جنازة اليماني قبيل دفنه.( حرز الدين : معارف الرجال 3/125.محبوبة : ماضي النجف وحاضرها 2/47، الأمين : أعيان الشيعة 1/402، يعقوب سركيس : مباحث عراقية ق2/232 نقلا  عن ديوان السيد مير رشيد ورقة 50-51)