يقع المسجد المشرف في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة المبارك , و يبعد عنه مسافة ( كيلومترين) تقريبا
وهي المنطقة التي كانت تسمى بالكناسة , (( وكان في الكناسة محل للشنق وفيه عرض جثمان زيد بن علي واليوم توجد بناية قائمة . . . يؤمها الناس وتعرف باسم زيد بن علي . . فيكون موقع الكناسة اليوم بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة ))
و هو الموقع الذي جعله يربط مدينة(الكوفة) بـ(خان المصّلى) ثمّ( كربلاء المقدســــة).كما يربطها بالطريق الآخر بمدينة النجف الأشرف
و يبدو أن مسجد السهلة بحكم موقعه قد نجا من هجمات الوهابيين الذين عاثوا فسادا في مسجد الكوفة , فأحرقوه , و قتلوا كل من كان يزور في داخله ؛ و ذلك لوجود الخندق (كري سعد) قربه, و تجهيز المسالح , و منها (( القلعة الضخمة التي بنيت بالقرب من ( كري سعد ) , و اسمها (قلعة النشامى)
و وجه التسمية يعود إلى أن سبعين رجلا من قبيلة بني مسلم , دهمتهم جيوش الوهابي ابن سعود , و كانوا قاصدين الهجوم على مدينة النجف في عهد الشيخ جعفر الكبير , حيث كانت نوبتهم أن يرصدوا البر من هذه الجهة, فضايقتهم الجيوش لكثرتها, فتحصنوا بالقلعة , و حاربوهم ثلاثة أيام حتى نفذ ما عندهم من سلاح و ماء و متاع , فقاتلوهم جميعا , فسميت القلعة بقلعة النشامى ))
يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه و مراحل تطور عمرانه , و هو في ذلك شانه شأن العديد من المساجد و الآثار الإسلامية
و لا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة و المحدثين الصادقين , قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب و الكتمان ؛ لتحتضنها غياهب الضياع
فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام,
و ما تناهبها من كل صوب على مر المراحل , كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف , لولا إرادة العزيز الجليل
و إذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , و قد جرى ما جرى ؛ فان معابد الله و مساجده نالت من الإقصاء, و الإهمال, و التدنيس, و الإغلاق, و الاستبدال, و طمس المعالم, و الهدم و محو لوحة الذكرى , و منع نقل الرواية , وقتل المترددين إليها و الحافظين لروايات تشريفها , و تغييب رجالها في قعر السجون
و لا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة و الظالمين
لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي عليهم السلام
و لم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث و الروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين و أبناؤه الطاهرون عليهم السلام عن المسجد المشرف
و من تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة ؛ كونها كانت بيت النبي إدريس عليه السلام و موضع عمله , و بيت النبي إبراهيم عليه السلام و مقر انطلاقته , و مسكن عبد الله الصالح الخضر عليه السلام و محل تردده , و مقر النبي دواد عليه السلام و مصدر توجهه
كما يستدل الباحث بوضوح و صفاء المعنى الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم ؛ بما ورد عن حملة الوحي عليهم السلام من أن كل الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام قد صلوا فيه , و أنهم خلقوا من طينته , و حملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه
و لعل حمل المسجد لأسماء شتى , دليل آخر على قدم بناءه
و انه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه
و يبدو أن هيكل البناء و طرز العمارة فيه التي توالى الناس على إعادة البناء بصورتها , تشير إلى نمط المشيدات في القرن الأول الهجري ,و إلى أن المسجد كان مشـــــــــــــيدا قبل زمن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكوفة ( 35- 40 )هـ
و لعل تلك المرحلة من تجديد البناء قد ارتبطت ببني ظفر
و هذا ما تؤكده إشــــارة الأمير عليهم السلام إليه في حديثه بتسميته بمسجد بني ظفر, و ((و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة )).
نظرا لقدم البناء في المسجد المعظم , و للحقب الطويلة التي مرت على تشـييده , و إهماله لفترات متفاوتة , في العهود الماضية الظالمة , فقد تأثرت عمارته بدرجة عالية , شملت حدوث شـــــروخ واسعة في جدرانه , و تهدم بعض القباب فيه , و انهيار أبراجه الخارجية الداعمة لسوره بعد انهيار أجزاء واســــــعة من ذلك السور. و بلغ الأمر حالة مزريــــة , يتحسسها ألما كل مؤمن و يكابدها حزنا و جزعا , و لم تجد كل محاولات الترقيع و الإصلاح الثانوي لبعض الأماكن من قبل بعض المحسنين جدوى و التزاما بنهج الشريعة الغراء , و ســــــيرا على خطى الأنبياء و الأولياء و الصالحين (عليهم السلام) , في تعظيم شــــــــــعائر الله , و لما كانت بيوت الله عز وجل اشرف البقاع , و يزيد فضل أداء الصلاة فيها و الدعاء أضعافا مضاعفة على غيرها فقد استقرت النية – بعد الاتكال على العلي القدير- لدى سـماحة آية الله العظمى الفقيه السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) , على التوجه لإعادة بناء المسجد لما له من قدســـية و شرف يتلمسها المرء في كل زاوية منه , حين تتعطر بعبقات رماله جباه المؤمنين الذين يأمونـــــــه كل يوم , و كل ليلة أربعاء على الخصوص فتمتد الأكف ضارعة بالدعاء , في موسم عبادة تتحســـس الروحانية فيه ألقا على الجباه , و ندى على الأكف , و عطرا على شفاه المصلين وقد تم تشكيل هيئة للاعمار ضمت السيد ( عز الدين محمد سعيد الحكيم ) و المهندس الاستشاري السيد ( مضر عبد الهادي علي خان المدني ) مهندسا مشرفا و قد تفضل ســــــــماحة السيد الحكيم (دام ظله) فأمر بالمباشرة بالعمل في الجهة الجنوبية و إعادة البناء فيها, مخلدا بكلمات تحمل من البيان ســـــحرا ذلك التوجه الإيماني لدى سماحته ؛ فكتب في يوم 24 ربيع الأول عام 1419هـ و برغم قلة الموارد و الإمكانيات , و ضغط الســـــلطة الحاكمة , و كل ما مر به البلد من أزمات ؛ فقد شـاءت إرادة الله عز وجل أن تخلد عظمة هذا المكان , فجاءت الحلة الجديدة للمسجد كأبهى ما تكون من الجانب الفني الذي يتلمســــــه كل زائر , و يتلمس معه دقة العمل فنيا ؛ و هو أمر يعود سببه الأول إلى رعاية صاحب الأمر (عجل الله فرجه) و تسديده لخطوات المتشرفين بأداء العمل فيه.
مراحل الاعمار
أ. تأهيل المنطقة الشرقية المتاخمة للمسجد
1- تشييد مسقفات للزائرين.
2- تحديد مناطق خضراء
3- إنشاء مماشي حركة.
4- تشييد دورة مياه صغيرة
ب. تأهيل المنطقة الجنوبية المتاخمة للمسجد
1- تشييد مؤسسة المسجد الثقافية.
2- تشييد مسقفات للزائرين
3- تحديد مناطق خضراء
4- إنشاء مماشي حركة
ج- تأهيل المنطقة الشمالية المتاخمة للمسجد
1- إنشاء صحن جديد للزائرين.
2- تشييد دورة مياه.
3- إنشاء مرآب سيارات.
4- فتح طريق خدمة.
د . تأهيل المنطقة الغربية المتاخمة للمسجد
1- إنشاء صحن جديد للزائرين.
2- تشييد مدرسة دينية كبرى.
3- تشييد مكتبة عامة.
4- تشييد صالة مؤتمرات.
5- إنشاء مرآب سيارات.
6- تشييد مضيف مسجد السهلة.
7- تحديد مناطق خضراء.
8- تشييد دور ضيافة.
9- تشييد دورة مياه رئيسية.
10- تشييد مخازن رئيسية.
11- تحديد مناطق خضراء
12- إنشاء مماشي حركة.
هـ - إعادة بناء مقام الإمام الحجة (عجل الله فرجه)
و قد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف , و فق تصاميم حديثة روعيفيها توسعة المقام ليستوفي الأعداد المتزايدة من الزائرين , كما سيتم فيه إعادة بناء القبة المشرفة للمسجد المعظم بأحدث الطرز المعمارية بعد أن آلت القبة القديمة إلى التداعي.
و - إعادة بناء مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام)
و قد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف , جنبا إلى جنب مع مراحل إعادة بناء مقام الإمام الحجة(عجل الله فرجه).
ز – إعادة بناء محراب مقام الإمام الصادق (عليه السلام).
ح – اكساء أرضية الباحة الداخلية للمسجد المشرف بالرخام .
ط – تشييد منارة جديدة للمسجد المعظم مجاورة للبوابة الشمالية له التي تم إعادة فتحها .
ي – تغليف الواجهة الخارجية للمسجد بالرخام و طابوق التغليف وفق الطرز الإسلامية
ك – رفع مناسيب سور المسجد لإظهاره بالحلة المناسبة لكيانه المعظم .
ل – تشييد الجناح الإداري للمسجد على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يسار المدخل
م – تهيئة صالة المحاضرات على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يمين المدخل
ن – تشييد أبنية أقسام المسجد المختلفة على أجزاء من الصحن الشمالي