اختُتمت فعاليات الدورة السابعة عشرة التي نظّمتها مؤسسة الأنوار النجفيّة للثقافة والتنمية، بمشاركة نخبة كبيرة من الطلبة القادمين من محافظات الحلة، والديوانية، وديالى، واستمرت على مدى خمسة أيام حافلة بالبرامج العلميّة والاجتماعيّة والترفيهيّة.
وفي تصريح له، أشار سماحة الشيخ علي النجفيّ (دام تأييده)، مدير المكتب المركزي لسماحة المرجع الدينيّ الكبير الشيخ بشير النجفيّ (دام ظلّه)، والأمين العام لمؤسسة الأنوار النجفيّة، إلى أنَّ ما ميّز هذه الدورة هو حضور نخبة مثقفة من الشباب الجامعيّين والأكاديميّين، المقبلين على الوعي والإرادة، قائلاً: "نرى شباباً نشيطين، ناضجين، ومؤثرين، مما يجعل الفائدة مضاعفة بفضل إشراف الأساتذة الكرام. والهدف من هذه الدورة أنْ تكون المجاميع على مستوى يتناسب مع المرجعيّة الدينيّة، وأنْ تبقى مرتبطة برؤيتها ومنهجها".
وأضاف الشيخ النجفيّ: "شهدنا بركات كبيرة من إقبال الشباب ووعيهم وأسئلتهم القيّمة، ونرجو أنْ تسهم هذه الدورات في رفع مستوى وعيهم بما يتناسب مع متطلبات المرحلة".
من جهته، أوضح السيّد محمد الشرع، مسؤول الدورات في المؤسسة، قائلاً: "أنَّ الدورة تضمنت برامج متنوعة ومحاضرات علميّة وأخلاقيّة واجتماعيّة وعقائديّة، إلى جانب أنشطة ترفيهيّة ورحلات إلى العتبات المقدّسة، ما أضفى أجواءً من الفائدة والمتعة على المشاركين".
وبيّن الشرع أنَّ نخبة من الأساتذة شاركوا في إلقاء المحاضرات، منهم: (سماحة الشيخ علي النجفيّ، وسماحة الشيخ حيدر اليونسيّ، وسماحة الشيخ عمار الجبوريّ، وسماحة السيّد أثير الشريفيّ، وسماحة الشيخ حسن مناحي، وسماحة الشيخ أنور الساعديّ، الشيخ حسن الجواديّ).
وقد ركّزت المحاضرات على تعزيز القيم الأخلاقيّة، والتربية الاجتماعيّة، وتنمية الوعي العقائديّ لدى الشباب.
كما وفّرت المؤسسة خدمات متكاملة من سكن وطعام ووسائل نقل، حرصاً منها على توفير بيئة لائقة تسهم في إنجاح الدورة وتحقيق أهدافها.
وأوضح الشرع أنَّ البرنامج اليوميّ للدورة يبدأ في الساعة الثامنة صباحاً، ويستمر حتى الثانية عشرة والنصف ظهراً، ويتضمن ثلاث محاضرات، تليها صلاة الجماعة، ثم استراحة ووجبة الغداء.
وتُستأنف المحاضرات في الساعة الرابعة عصراً حتى الخامسة، ثم من الخامسة حتى السادسة والنصف، وتُختتم بمحاضرة ليليّة تبدأ عند الساعة الثامنة والنصف مساءً.
وفي حديثه، أشار الطالب زين العابدين إلى أنَّ المؤسسة وفّرت بيئة مريحة وخدمات متكاملة، مما ساهم في نجاح الدورة، مضيفاً: "قبل الدخول في القضايا العقائديّة أو الفقهيّة، برزت أسئلة كثيرة حول أمور حياتيّة يوميّة، لا سيما ما يتعلق بالصلاة وتفاصيلها الدقيقة التي قد يغفل عنها البعض".
ولفت إلى أنَّ الجلسات كانت تفاعليّة، تضمنت حواراً مفتوحاً، وسؤالاً وجواباً، ونقاشاً بنّاءً، ما أضفى حيويّة وعمقاً على اللقاءات.
كما أكّد الشاب علي حيدر أنَّ الدورة كانت ناجحة وفعّالة في زيادة الرصيد المعرفيّ للشباب، وساهمت في تبادل الأفكار وطرح المسائل الاجتماعيّة والدينيّة والثقافيّة، مشيراً إلى أنَّ مكتب سماحة المرجع الشيخ بشير النجفيّ (دام ظلّه) قدّم دعماً كبيراً من خلال تيسير حضور الشخصيّات الدينيّة المختصّة، مما أتاح للشباب الحصول على إجابات موثوقة لاستفساراتهم.
أمّا حسين ميثاق، أحد المشاركين، فقد وصف الدورة بأنّها: "توعويّة ومفيدة جداً للشباب، خصوصاً في ظل انتشار الإعلام المُزيّف للحقائق، مما يجعل من الضروري أنْ نكون مسلّحين بالعلم والمعرفة للرد على الشائعات والإعلام الكاذب".
وأضاف: "تعلّمنا من خلال هذه الدورة كيفيّة الدفاع عن عقيدتنا، إضافة إلى التعرّف على جوانب متعددة من سيرة الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه)، وقد استفدنا كثيراً ونأمل تعزيز هذه الفائدة في الأشهر القادمة".
د. علي حيدر/ أحد الكوادر التنظيمية للدورات، أكّد أهميّة الجمع بين المعرفة الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وتوفير بيئة محفّزة وتفاعليّة للشباب؛ لتكون هذه التجربة خطوة عمليّة نحو بناء جيل واعٍ ومؤثر في مجتمعه.
