الاعلانات
لغز الأرقام..‏

لغز الأرقام..‏




مارس النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) رسالته السماوية عملاً وفعلاً طيلة فترة حياته ‏الشريفة، قبل إفصاحه عن رسالة خالقه والتبليغ بها، حتى بات معروفاً في وسطه بالصادق الأمين، ‏متميزاً بعدالته وحكمته وفطنته ورأفته ورحمته.. فقائمة كماله وخصاله الحميدة المجيدة الطيبة الطاهرة ‏مما لا طاقة لمثلي أن يُعدّها أو أن يحصيها، إذ نُسجت هذه الصفات وتجذرت بشخصه المقدس ‏لتزدان جمالاً وكمالاً ورقيَّاً؛ لأنها قد تشرفت بذاته المقدسة المطهرة، وليكون الكمال أروع وأعظم ‏وأسمى وأطيب وأطهر ما يمكن أن يكون بعد أن تشرف بتلبسه بخاتم وخلاصة الرسالات والنبوات ‏النبي  محمد بن عبد  الله (صلى  الله عليه وآله).‏

فلم يكن لصفات الكمال كمال، ولصفات الجمال جمالٌ، ولصفات العدالة عدالة بأفضل ‏وأبهى وأعلى صورة إلاّ بعد أن تحلَّى بالذات الأقدس في الوجود حبيبُ الإله.‏

فببساطة، هو صاحب المعاجز الكبرى، إذ غيّر مجتمعاً ضرب أعلى مراتب التزّمت والتشنج، ‏حاملاً مع طبيعته صفاتٍ جلفة صلبة تصل بالفرد أن يئدَ ابنته وفلذة كبده في التراب لأفكار ‏الشرف الخاطئة علاوة عن الفقر، والذي جعل من مجتمع يشرب الطَرْق ويقتات القِدّ _كما ‏وصفته سيدة الخلق فاطمة بنت محمد (صلوات  الله عليهما)/ فالطرق: ما تبول فيه الإبل وتبعر، ‏والقد قطعة سير يُقد من جلد غير مدبوغ_ إلى مجتمعٍ يحمل حضارة ورسالة سماوية عظيمة خاتمة ‏للأديان وعصارة للرسالات، يشارك القارات السبع وكُل بقاع الأرض.. نعم إنها معجزة المعاجز، ‏فكيف لشخص أن يحول القلوب الجلدة إلى قلوب رحيمة: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً ‏مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ ‏مُّبِينٍ).‏

وهو الذي أنزل  الله عليه كلمات تحدت إلى ما شاء  الله كُل الكلمات، ومعطيات لا تدنوها ‏أفكار، ألا وهو القرآن الكريم: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ‏وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ).‏

وما كان ذلك ليكون لولا أن كان (صلى الله عليه وآله) هو المؤتمن على أمانات الناس، وهو ‏المبارك أينما حلّ، وهو الذي بحلوله تحل الرحمة والرأفة والوئام، وهو الحكيم الذي لا يعلو رأيه رأي ‏منذ نعومة أظفاره.. فتكلل الوحي الإلهي بعد [مفاهيم سورة العلق: لوحة الترسيخ المعرفي لكل ‏مسلم وإنسان يروم الانسلاخ عن التدني والظلام والتقهقر] بنداء الإله: "السلام عليك يا محمد، ‏السلام عليّك يا وليّ الله، السلام عليك يا رسول الله، أبشر.. فإن الله (عزَّ وجلَّ) قد فضّلك، ‏وجمّلك، وزيّنك، وأكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأَولين والآخرين".‏

ومن مظاهر رحمة الله أن جعل من شهره رجب الأصب يوم مبعث نبيه، ويوم مولد وليه ‏الإمام علي (عليه السلام) ببيته.. في فاصلة بينهما بـ(14) يوماً، بعددِ المعصومين (صلوات ربي ‏عليهم)، ولتكن فلسفة الأرقام هذه حاكية عن قوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، ومؤكدة أن ‏نور محمد بن عبد الله (صلوات ربي عليه وعلى آله) متواصلاً مستمراً متكاملاً متسامياً متسقاً إلى ‏يوم أن يسطع كُل نوره بولده الحجة المنتظر (عجل  الله تعالى فرجه)، وأن يُحقق حُلم الأنبياء، وأن ‏يُجسد سطوة السماء، وكمال الإنسان.‏



نصير الحسناوي

الانتماء إلى الأرض والعشق إلى الوطن...التفاصيل
صولة وسط الركام...التفاصيل
أنتولوجيا الإسلام.‏...التفاصيل
ثَقَافَةُ فَقَاْقِيْعُ...التفاصيل
ثقافة التطرف.....التفاصيل
الأدوار المجتمعية في الإعداد لعصر الظهور.‏...التفاصيل
ازدراء الأديان! ‏...التفاصيل