الاعلانات
طاعتنا نظاماً للملة.

طاعتنا نظاماً للملة.




"فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عكفاً على نيرانها، عابدةً لأوثانها، منكرةً لله مع عرفانها، فأنار الله بمحمد صلى الله عليه وآله ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم".

ليس هناك أبلغ من وصف سيدة الوجود الزهراء عليها السلام وهي ترصد حال الأمم والشعوب، بعد أن كانت تستنشق العبودية بمختلف صنوفها، وتكتنف التيه بصنوف دهاليزه، فلا وجود للعقل، ولا مكان للرحمة، حتى إذا طل نور المصطفى صلى الله عليه وآله، ليملأ الخافقين صوب الحرية والعدالة، وصولاً لأن يظهر كينونة الإنسان بفكره وعقله ومكانته، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف، أو أسود وأبيض، أو عربي وأعجمي.

فقد كانت حظيرة الغاب: "على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون الورق، أذلةً خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم.. فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب".

فسلام الله على بضعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهي تعطي صوراً صادقة مصدقة لواقع الدنيا وأمة العرب. هنا تكمن إرادة الله وسر إعجازه بأن يغير الأمم الكاسرة بعضها بعضاً، بل ويحط الوحي الإلهي رحله وسط أكثر الأمم جلادة وتزمتاً بمورثها المقيت. فمن يرى أن السجود للخالق محطماً لجبروته، ووئد ابنته كرامة وصوناً لعرضه، محال أن يرق له جفن، وأن يستشعر خفقات القلوب، وأن يطرق العقل مفاهيم الإدراك لديه؛ لينعم بمذاق الرحمة والرأفة والمحبة والعلم والنور صوب الطمأنينة.

فكانت إرادته عز وجل: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).

فصلوات الله عليك يا خير خلق الله كيف أنرت الأمم، حتى ملأت المشرقين والمغربين بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.

غير أنه وما أن أينعت ثمار جهود النبوة، وتحققت أحلام الأنبياء والمرسلين بالنبي أحمد، بدأ الانقلاب برحيل سيد المرسلين، حتى أظلمت الدنيا، بل وأخذت تتجاسر وتتمادى حتى على امتداده القدسي بالظلم لبضعته، وأخيه وعيبة علمه وخازن وحيه، وأهل بيته الأطهار، لتنال هذه الأمة ويلات هذا النكوص، وتبات وسط الأمم بهوان وضعف دونما أي إرادة.

وهنا نقول: لم ولن ترى أمتنا النور ما لم تستشعر حقيقة ما قالته فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهما: "وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة"؛ ستفيق من رقادها، وتستشعر النور.

نصير الحسناوي

الانتماء إلى الأرض والعشق إلى الوطن...التفاصيل
صولة وسط الركام...التفاصيل
أنتولوجيا الإسلام.‏...التفاصيل
ازدراء الأديان! ‏...التفاصيل
ثَقَافَةُ فَقَاْقِيْعُ...التفاصيل
ثقافة التطرف.....التفاصيل
الأدوار المجتمعية في الإعداد لعصر الظهور.‏...التفاصيل